خطاب الكراهية من هذه الفئة بالتأكيد لا يمثل الثقافة التركية العامة ولا يمثل موقف الحكومة التركية اتجاة قضية اللاجئين السوريين ولكنه يمثل أقلية تسعى لنشر خطاب الكراهية ضد القضايا الإنسانية العادلة .
من غير اللائق أن يتم الزج بقضية اللجوء في الصراعات والخلافات السياسية من أجل مكاسب قد يظن البعض بأنها إيجابية ومن غير اللائق كذلك أن يتم وضع أشخاص مستضعفين لا حول لهم ولا قوة في صدارة الأحداث من أجل خدمة أهداف معينة لصراعات حزبية داخلية .
يبلغ عدد سكان تركيا في آخر احصاء سكاني 86 مليون وعدد اللاجئين 3.5 مليون أي بنسبة 04. % من عدد السكان من غير المعقول أن تقوم الجهة التي تتبني هذا الفيلم من أجل نشر خطاب الكراهية بتصوير الشعب التركي بهذا الوصف غير اللائق أي أن الشعب التركي سيتراجع خلال 32 عاماً القادمة بطريق مهولة من الناحية الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية ويصل إلى هذا المستوى المتدني بحيث تصبح دولته خراباً . حتى الميكافيلية لا يمكن لها تبرر هذه الوسيلة من أجل تلك الغاية التي يسعى صانعوا الفيلم لإيصالها.
قضية اللجوء هي قضية عادلة فكل المواثيق والتشريعات تضمن لهم الحق في الحياة والكرامة وقد تتفاوت تلك المعاني من دولة الى أخرى أو من شعب إلى آخر ولكن تبقى القيم الإنسانية ثاتبة في كل المعاجم والقواميس والمعاني الإنسانية .
بمقدار ما تقدم من سمو وعاطفة وقيم إنسانية في خطاباتك وتصريحاتك وتشريعاتك وقوانينك بمقدار ما تعطي انطباع عن الهوية الإنسانية التي تؤمن بها وتسعى لتطبيقها في مختلف نواحي الحياة وينعكس ذلك على طبيعة فهم الآخرين لما تتمتع به من ثقافة وحضارة تسعى لترسيخها .
إن قيام تلك الجهة باصدار هذا الفيلم القصير هى خطوة للخلف لمفاهيم التعايش وقبول الآخر وخطوة في الاتجاه المعاكس للثقافة المعاصرة كما أنها ربما خطوة لإثارة الصراعات الداخلية لا تسجل بطبيعة الحال إلا في قاموس الكراهية .