أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

حدادين يكتب: الملك عبدالله الثاني وإقناع الرئيس الأمريكي بعدم تهجير الغزيين


المحامي الدكتور يزن دخل الله حدادين

حدادين يكتب: الملك عبدالله الثاني وإقناع الرئيس الأمريكي بعدم تهجير الغزيين

مدار الساعة ـ
في عالم اليوم، حيث تتشابك المصالح السياسية وتتعقد الأزمات الإنسانية، نجد أن قادة العالم يلعبون دورًا حيويًا في اتخاذ قرارات قد تؤثر بشكل كبير على حياة الملايين. ومن بين هؤلاء القادة، يأتي الملك عبدالله الثاني الذي لطالما كان صوتًا قويًا يدافع عن حقوق الفلسطينيين ويؤمن بأن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو العيش بكرامة داخل وطنهم. الفلسطينيون في قطاع غزة ليسوا مجرد لاجئين، هم شعب متمسك بهويته، وأرضه، وتراثه. وعندما نناقش فكرة تهجيرهم، لا نتحدث فقط عن نقلهم إلى أماكن أخرى، بل نتحدث عن تمزيق جزء أساسي من تاريخهم. في مثل هذه اللحظات الحاسمة، يمكن للملك عبدالله أن يُظهر للرئيس الأمريكي أن الفلسطينيين لا يمكن أن يعيشوا خارج هويتهم الثقافية والوطنية. شعب غزة يحمل أملًا متجددًا في العودة إلى أراضيهم التي شُردوا منها، وهذه العودة ليست مجرد فكرة، بل حق ثابت في القوانين الدولية.
من المعروف أن الملك عبدالله الثاني لطالما بذل جهودًا ضخمة على الساحة الدولية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومنع تهجيرهم. وإذا افترضنا أن الملك عبدالله كان في موقف يتطلب إقناع الرئيس الأمريكي بعدم تهجير الغزيين، فمن الممكن أن يعتمد على عدة حجج مستندة إلى مواقفه السابقة. الملك عبدالله قد يشير إلى أهمية الحفاظ على الهوية الفلسطينية وحق العودة كحق أساسي غير قابل للتفاوض، لأنه جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية. تهجير الغزيين إلى دول أخرى قد يهدد هذا الحق بشكل كبير.
سيؤكد الملك أن تهجير الغزيين ليس حلاً عمليًا أو مستدامًا للمشكلة الفلسطينية، بل سيزيد الأمور تعقيدًا بدلاً من تحقيق السلام. قد يوضح أن هذا سيخلق أزمات إنسانية جديدة في مناطق أخرى. الملك عبدالله ربما يبرز أيضًا أن الحلول الجذرية تكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يسهم في استقرار المنطقة بشكل عام. تهجير الغزيين لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية، مما يضر بمصالح الدول المجاورة، بما في ذلك الأردن. وأخيرًا، قد يذكر الملك الرئيس الأمريكي بالمواقف الدولية التي تدعو إلى إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار 194 الذي يضمن حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
الملك عبدالله يعرف تمامًا أن مسألة تهجير الفلسطينيين هي أكثر من مجرد قضية إنسانية، فهي مسألة أمنية حساسة ومعقدة. إذا تم تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى، لن نكون قد حللنا المشكلة، بل سنبقيها موجودة بأشكال أخرى. الأردن، الذي كان دومًا داعمًا للقضية الفلسطينية، استضاف أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين على مر السنين، لكن لا يمكن لأي دولة أن تتحمل هذا العبء البشري والاقتصادي إلى الأبد. تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى، دون إيجاد حل جذري، سيزيد الوضع تعقيدًا ويهدد استقرار المنطقة بشكل أكبر. وإذا كان هناك شخص قادر على إقناع الرئيس الأمريكي بعدم المضي في هذا الطريق، فهو الملك عبدالله. بفضل حكمته وواقعيته، يستطيع الملك أن يوصل رسالة قوية، ليس فقط من الجانب الإنساني، بل أيضًا من الناحية الاستراتيجية. سيوضح له أن الحل الحقيقي والمستدام يكمن في التعامل مع القضية الفلسطينية بجدية أكبر، من خلال حلول سياسية تحفظ حقوق الفلسطينيين وتضمن استقرار المنطقة.
رغم الضغوط السياسية التي قد يواجهها، يظل الملك عبدالله متمسكًا بموقفه الثابت بأن الحلول المؤقتة مثل التهجير لن تكون مفيدة. الحل الذي يدعمه الملك هو حل يحترم حقوق الفلسطينيين ويعتمد على الوصول إلى تسوية سياسية تضمن السلام، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذا هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يعيد الاستقرار للمنطقة ويدفع عملية السلام إلى الأمام. القضايا التي يواجهها الفلسطينيون ليست مجرد أرقام أو حسابات سياسية، بل هي قضايا إنسانية تتعلق بحقوقهم وأحلامهم في حياة كريمة والعودة إلى وطنهم. وكما ذكرنا أنه إذا كان هناك شخص قادر على التأثير في القرار الأمريكي بشأن هذا الموضوع، فهو ملك الأردن الذي يعرف تمامًا كيف تؤثر الخيارات السياسية على حياة الناس. ومن هنا، نأمل أن ينجح الملك عبدالله في إقناع الرئيس الأمريكي باتباع سياسات تحترم حقوق الفلسطينيين وتساهم في إيجاد حلول سلمية.
مدار الساعة ـ
story