في كل زاوية من الأردن تحكى قصة بطولة ، بطولة شعب تمرس وتربى على الصعاب ، خضنا معارك على حدودنا وما لانت عزيمتنا أو ضعفت بل زادت صلابة وقوة ، نحن شعب يستمد قوتهم وصلابتهم بعد الله من قائد وجيش وأجهزة أمنية ، هم مصادر الأمن والأمان والشعور بالطمائنية والعزة والشموخ .
خطة التهجير إلى الأردن ومصر المطروحة اليوم ، لا تحتاج للتحليل أو النقض أو النفي ، أو الحكم عليها بالفشل ، وسواء كانت هذه الخطة واقعا أو وهما ، نحتاج لأدوات تصارعها ، وتدب الرعب في وجهها ، وعلينا قطع كل الخطوط أمامها .
جلالة الملك ، أول الرافضين والمحاربين لهذه الخطة ، فوضع خطة مواجهتها بجمع تأييد عربي أوروبي ، فمنذ أيام والملك لم تتوقف لقائه أو إتصالاته مع الداخل أو الخارج ولم يكن الأمر عند هذا الحد بل كان ذلك تأثيرا كبيرا على شعبه المساند له في كل تحركاته ، فجلالة الملك منذ سنوات طويلة ينادي بحل الدولتين بين الاحتلال وفلسطين ، ولم تتغير هذه السياسية ، ودائما ما تتسم بالصلابة والشجاعة ، ويلاقي تأييدا دوليا منقطع النظير ، وفي حقيقة الأمر ؛ الملك حامل لواء حماية القدس والمقدسات والمدافع عن اقامة الفلسطينيين لدولتهم على أرضهم .
هذا يجعل الصف موحدا ، فالتصريحات عن محاولة فرض خطط التهجير على الأردن ، جعل الصف الأردني موحدا متحدا في وجه التهجير ، وما أعظم دلالة في ذلك إلا ماحدث أمس ، فالشعب الأردني إنتفض معبرا عن رفض كامل للخطة ، مؤيدا للملك في خطته لمواجهة خطة التهجير المنبوذة دوليا .
نعود إلى مسألة مصارعة هذه الخطة ، فلابد من توجيه ضربة قاضية لها ومن الجولة الأولى ، وهذا يتطلب إعادة صناعة أدواتنا من جديد ، فالأداة الإعلامية يجب أن تتقوى وتتزود من قوة الموقف الأردني ، فالمحطات والبرامج يجب أن تتوحد وتقف موقفا موحدا ، ولا داعي للإقصاء والإبتعاد عن الهدف .
الحكومة معنية من خلال وزارة الإتصال الحكومي بأن تقود وضع خطة إعلامية محكمة، وعدم ترك الامر بيد صناع المحتوى الالكتروني ، ولابد من تسويقها بالطرق المثلى للشعب الأردني قبل الإعلام ، وعليهم من تناول مفاصل خطورة هذه الخطة على الأردن ، على أن تكون الطرق المختارة سهلة مرنة .
ولا نغفل دور وزير الخارجية النشط من خلال وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ، التي تنطلق من سياسة جلالة الملك الخارجية ، والذي يعبر من خلال لقائته الاعلامية على موقف الأردن الثابت ، والمبني على مبادئ راسخة للدولة الأردنية في الوقوف مع الاشقاء في فلسطين .
الأحزاب والسلطة التشريعية يشكلون ركيزة مهمة في التعاطي مع الموقف ولا ننكر الجهود المبذولة ، ولكن لابد من الخروج عن التقاليد المعروفة ، بما يضمن الاتساق مع الموقف الرسمي الأردني ، فطرح ضرورة وجود مشروع قانون يمنع التهجير ، يشكل لبنة من لبنات الدور المأمول ، ولكن نحتاج إلى مزيد من الجهود من لجان الشؤون الخارجية في المجلسين . كما أن الأحزاب عليها دورا كبيرا في صناعة الموقف الشعبي بشكل يتسم بالتنظيم ويبتعد عن العشوائية ،حيث د لا نريد شعارات أو كلمات او بيانات ، نريد تحشيدا شعبيا وفقا لما يطرح من موقف رسمي .
المرحلة تتطلب من الجميع الوقوف خلف جلالة الملك ،كما أن بلدنا يقف أمام أصعب المراحل التي تمر عليه؛ وأن صعوبة المرحلة لا تعني خوفا من خطة التهجير للفلسطينيين ؛ لأن الإيمان واليقين المطلق بأن الخطة غير قابلة للتطبيق أساسا وإنها لن تمر اردنيا مهما كانت الكلفة ، لأن عزيمة الأردن قيادة وشعبا وحكومة لن تلين ولن تهدأ إلا بوأد الخطة وتلاشيها .