كل عمل لا بد من أن يواجه عدد من الصعوبات والتحديات ولا شك أن التنافس البناء فرصة للتنمية والتطوير.
يعانى الشباب من بعض قوى الشد العكسي المتعودة على الرتابة والمجاملات التي ترى في القيادات الواعدة تهديدا لحضورها .. فتقوم بتهميشها وانحصرت بعض أنواع التحفيز أو الترقية أو التزكية في الولاء الضيق لبعض المسؤولين وحرمان الشباب الواعي والوطني من عملية التطوير والمتابعة المستمرة واستبدال ذلك بأشخاص متواضعي الإنتاج ومن أصحاب الخبرات المحدودة على حساب المهنية والأداء. وكل هذا يتم بالمجاملات والمصالح المشتركة واختيار الضعيف الذي يرضي بعض المتنفذين. وكنتيحة لذلك نصل إلى أعلى درجات الإقصاء والتهميش للقيادات الواعدة وإبعادها عن مسارات صنع القرار...
وعليه لا بد من مراجعات طيبة ومستمرة من إختيار وتأهيل وتدريب القيادات الواعدة وإعادة ضخ دماء تلك الكفاءات الوطنية والعمل على استدراك دورها ووقف نزيف هجرتها واستغلال خبراتها. فنحن نرى بعض من يتقدم دون أن نرى لهم الأثر ممن يسقطون على الوظائف الإدارية والمتوسطة بالبراشوت دون أدنى مبادرة سابقة أو تاريخ ميداني.
إن بعض من الإدارات بعيدة كل البعد عن الميدان وتمارس طقوس إجتماعية إلا من رحم ربي ..في ظل إنهاك تلك الفئات في المجاملات وتبادل المصالح على حساب العمل العام يكون العمل بطيئا موجهاً الفئات الوظيفية الدنيا دون أي لمسة إشرافية قيادية ورتابة.
وعليه لا بد من العمل من أجل إعادة هيبة العمل والإدارة والترشيد واعطاء الفرصة لمستحقيها... فالعمل عبادة ومن لا يخاف الله في عمله يستطيع أن يتملص من كل أساليب التقييم ويحصل على أعلى الدرجات وهو لا يقدم بل ربما يرواح وأكثر من ذلك يؤخر العمل ...
لكن الخير في البلد موجود من أصحاب الكفاءات الذين يسدون هذه الفجوة ....
لا بد من إختيار نخبة من أصحاب الفكر والانتماء وخاصة أصحاب الخبرة الطويلة - وكما قال جلالته دمج أصحاب الخبرات مع الشباب - لتصويب الأوضاع ومراجعة تلك السياسات التي أفضت لهذه الأوضاع ليظل الأردن في المقدمة ومن أجل رص الصفوف لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان نحو مزيد من الاستقرار والرخاء والازدهار.
