أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: خيارات أهم أزمات العالم


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: خيارات أهم أزمات العالم

مدار الساعة ـ

لعل أهم وأكبر أزمات وحروب العالم المعاصر باتت تنحصر في المسافة الفاصلة بين أحادية القطب وتعددية الأقطاب، وهي تحديدا (القضية الفلسطينية العادلة أولا، والحرب الأوكرانية ثانيا، والملف النووي الإيراني ثالثا).

وفي المقابل فإن أزمات وحروب العالم الأخرى من الدرجة الثانية والثالثة كثيرة لا مجال لحصرها هنا والحديث عنها يطول. والقضية الفلسطينية تاريخية وعريقة، وواضحة. وتحرك التوجه اليهودي – الصهيوني مبكرا صوب فلسطين، وكاد أن يتجه نحو الأرجنتين بتوجيه من مؤسس الصهيونية الصحفي ثيودور هرتزل – بنيامين زئيف عام 1897. ولقد وجه بنيتو موسيليني وأودولف هتلر اليهود بعد محرقتهم وشعوب أوروبا عام 1945 من باراذبيجان الروسية – السوفيتية ومن العالم إلى مدغشقر الأفريقية في المحيط الهندي،ووجهم جوزيف ستالين عام 1950 إلى شبه جزيرة القرم أو إلى سخالين على حدود اليابان. وتستطيع أمريكا راعيتهم بقوة تفوق قوة الرعاية الروسية لهم، توجيههم إلى إقليم "الاسكا" الروسي الأصل. ولا وجود حقيقي لما يسمى بهيكل سليمان إلا في التوراة المزورة. وكان بالإمكان إيجاد حلول ناجعة للقضية الفلسطينية في الوقت والزمن المناسب بلجم تقسيم فلسطين عام 1947 بعد التفاف الصهيونية على الأمم المتحدة إلى عبرية وعربية، مع معرفة الصهيونية مسبقا برفض العرب وجامعتهم العربية للقرار 181. وتم تثبيت قرار التقسيم عبر شن حرب إسرائيلية عام 1948 على خمس دول عربية، تمكن الأردن من وسطهن تحرير الضفة الغربية.وبعد العدوان الثلاثي على مصر بمشاركة إسرائيلية بعد تأميم قناة السويس عام 1956، خرجت إسرائيل إلى جانب فرنسا وانجلترا من قناة السويس وسيناء مهرولة، وغزت القومية العربية إسرائيل عام 1967، بهدف تحرير فلسطين التاريخية، وكانت خاسرة، وأعادت مصر سيناءها بقوة السلام عام 1979، وطالب الاردن- صاحب صناعة القرار الدولي 242، والعرب بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس. وبعد اتفاقية أسلو عام 1993 الأكثر شهرة، تم تثبيت السلطة الوطنية في الضفة الغربية، واستحوذت حماس – حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية إلى جانب فصائل المقاومة الأخرى وفي مقدمتها الجهاد على قطاع غزة عام 2007 بعد خروج أرييل شارون منه عام 2005، وتم إعاقة قيام دولة فلسطين المحتاجة لوحدة فلسطينية. وشكل السابع من أكتوبر 2003 اهتزازا بركانيا في فلسطين وقطاع غزة تحديدا، وفي العالم، وصوتا دوليا جراء جريمة الإبادة الإسرائيلية النازية البشعة المتواصلة حتى الساعة ضد شعب فلسطين المناضل الجبار، راح ضحيتها في العلن أكثر من 50 ألف شهيد جلهم من الأطفال، والنساء، والشيوخ، وقادة الفصائل،و اتسعت لتشمل جنوب لبنان، وجنوب سوريا، واليمن، حيث الحوثيين المؤازرين لأشقائهم الفلسطينيين. وغيرهم كثر تحت الركام، ومن بينهم إعاقات بالغة متنوعة، واستضاف الأردن منهم 2000 طفلا بقصد العلاج، وهو ما أعلنه جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله في البيت الأبيض وأدهش به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ساند التوجه الأردني هذا وقتها بتاريخ 13 شباط 2025.
في ظل غياب السلطة الحقيقيةلمجلس الأمن، والأم المتحدة، تنفرد الولايات المتحدة الأمريكية بعد قدوم الرئيس دونالد ترامب بداية العام الحالي بتاريخ 20 كانون الثاني 2025 بقيادة ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بإزدواجية وانحياز ملاحظ لإسرائيل، وهو توجه أمريكي قديم، وتشجيع من طرفها على مواصلة حرب الإبادة على مرأى المجتمع الدولي دون أدنى مسؤولية،و عبر ابعاد الدور الروسي قائد توجه عالم متعدد الأقطاب، والذي يمثل شرق وجنوب العالم، عن دور حقيقي في ايجاد مخرج لقضية فلسطين التاريخية العادلة، وهو المطالب بإنصاف دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وهو الذي طال انتظاره. وكذلك الصين والهند، وأفريقيا، والرباعية الدولية خاصة التي أسسها رئيس وزراء إسبانيا خوسيه ماريا لمتابعة تصعيد الصراع في الشرق الأوسط والتي تشمل ( روسيا الاتحادية، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة). وفي الوقت الذي قررت فيه واشنطن محاورة السلطة وحماس، تواصل اتصالاتها ودعمها العسكري الثقيل، والمادي الوفير لإسرائيل من دون الالتفات لجريمتها البشرية بحق الفلسطينيين ( 13 مليار دولار أسلحة عام 2024، و4 مليارات مستعجلة، و12 مليار أخرى 2025 )، أو الشروع بمعاقبتها عليها. وتدمير متواصل للبنية التحتية في فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية من قبل إسرائيل فاق التوقع واتجه للعمل النازي المبرمج، وفرض طوق من المجاعة في غزة من دون رحمة، من خلال منع وصول المساعدات الإنسانية،و الهدف التهجير بطيء الحركة وبكل الاتجاهات.
وتحت وطأة القتل الإسرائيلي اليومي للموطنين الفلسطينيين المسالمين وبوحشية ووقاحة ملاحظة، والتوسع الإسرائيلي تجاه الجنوب اللبناني والسوري، يصبح موضوع ملف الأسرى الإسرائيليين يحمل معنى ضعيفا، والأصل الأفراج عن باقي الأسرى من أصل أخر 59 أسيرا، وتحويل ملف المعتقلين الفلسطينيين، وهم كثر، لمنصةالأمم المتحدة ومجلس الأمن لبحثه هناك بجدية وفقا لأحكام القانون الدولي.
وفي موضوع الحرب الأوكرانية – ( الأوكرانية " كييف " – الروسية، ومع " الناتو " )، وبعد أكثر من ثلاثة سنوات على اندلاعها رسميا منذ عام 2022 وبتحرك العملية الروسية العسكرية الخاصة، الإستباقية، الدفاعية، التحريرية ردا على حرب النظام الأوكراني الغربي والعاصمة " كييف " على شرق وجنوب أوكرانيا من وسط الثورات البرتقالية وانقلاب " كييف " 2014،بهدف ضم الشرق والجنوب قسرا، والتسبب في كارثة بشرية بقتل أكثر من 14 الفا منهم بداية، وتشريد غيرهم، وبتحريض وتعاون مع بريطانيا – باريس جونسون، وأمريكا – جو بايدن، وبمشاركة ابنه -هانتر- بايدن الذي كلف بالاشراف على أكثر من 30 مركز بيولوجي ضار بالنسيج الديمغرافي السلافي والسوفيتي السابق، والروسي. وبعد تمكن روسيا التي لم تبدأ الحرب، وإنما بدأت من طرف " كييف " والغرب،من تحرير أكثر من 24% من الأراضي الأوكرانية الشرقية والجنوبية – الروسية الأصل،التي دخلت حيز الدستور الروسي مثل ( لوغانسك، ودونيتسك " الدونباس "، وزاباروجا، وخيرسون، وأطراف خاركوف )، والمضي قدما تجاه نهر الدنيبر، والتي هي جزء من ما يسميه الروس " روسيا الصغيرة "، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد دونالد ترامب الجديد، أي بعد 20 يناير 2025 حلبة السياسة مع روسيا – بوتين عبر بوابة المملكة العربية السعودية،ومن خلال منصة وزارة الخارجية، ومن ثم الخبراء، وعبر تطوير اللقاءات مع أوكرانيا الغربية، ومع روسيا من جديد من خلال جلسات أنقرة في تركيا، وارتياح روسي من التقارب الأمريكي أعرب عنه سيرجي لافروف وزير الخارخية مؤخرا، وعن تفهمه لمجريات الحرب الأوكرانية، وهو المطلوب، في زمن قريب مارس فيه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن التدمير الممنهج للعلاقات الأمريكية – الروسية، وعلى مستوى حجم التبادل التجاري الضئيل ( حوالي 277 مليون دولار )، وعن سبق اصرار وترصد. وفي المقابل يتعجب ترامب من الطلب المستمر لزيلينسكي بتزويد بلاده أوكرانيا بالسلاح لحرب لا يستطيع الانتصار فيها. ويدعو زيلينسكي ترامب لزيارة أوكرانيا للاطلاع على حجم دمار الحرب، وهي دعوة مشبوهة وفي غير مكانها. وهل توجد حرب من دون دمار ؟ وماذا سيقول زيلينسكي لترامب عن الحرب التي بدأتها بلاده وليست روسيا يا ترى ؟ وهاهو الرئيس ترامب يتحدث حديثا بنفسه بأن من بدأ الحرب الأوكرانية هو زيلينسكي وجو بايدن، وبأنه لو لم تزور انتخاباته السابقة عام 2020 لما قامت الحرب، وبأن دوره الجديد هو انهاء الحرب. ولازال الاتحاد الأوروبي يمارس الدسيسة بين " كييف " و" موسكو " و" واشنطن " لطرف مصالحهم الخاصة، ولتخويف الغرب من روسيا في اطار فوبيا مبرمجة.
في الموضوع الإيراني، التقطت الولايات المتحدة الأمريكية إشارة الوصول مع إيران لحلول ناجعة معقولة تثبت بأنها ومن خلال جلسات حوار الخبراء في سلطنة عمان لا ترغب بتطوير قدراتها التخصيبية النووية لمستوى القنبلة النووية التي تهدد أمن إسرائيل وليس أمريكا البعيدة مئات الأميال بطبيعة الحال.و بأن إيران راغبة بالتعاون الاقتصادي مع أمريكا بحجم أربعة تريليونات دولار، أي أكبر بكثير من الاشتثمار الأمريكي في العديد من دول العالم. وتوجه إيران دعوة للرئيس ترامب لزيارتها. والخطر الذي تخشاه إسرائيل وأمريكا من طرف إيران، هو خطها وتوجهها الراديكالي المتطرف المعادي لكل من إسرائيل وأمريكا معا وعبر أذرعها في المنطقة عبر حزب الله وحماس وغيرها من المنظمات في العراق مثل حزب الحشد الشعبي وحزب الله.
وزيارة مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف الأخيرة لموسكو ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين تطرقت للملفات الثلاثة ( الشرق الأوسط، وأوكرانيا، وإيران) في غضون أربع ساعات ونصف الساعة. وحديث لويتكوف من موسكو بأن أمريكا بصدد التأكد من برنامج إيران النووي الذي ثبت صحته لغاية الان، وفي حالة العكس فإن الرد الأمريكي سيكون قاسيا لا يحتمل. وشوهد يوري أوشاكوف كبير مستشاري الرئيس بوتين وقصر الكرملين يقف على مدخل قاعة لقاء ويتكوف – بوتين داخل قصر الكرملين الرئاسي في موسكو. وفي نهاية المطاف لايصح إلا الصحيح،و سلام ضعيف خير من حرب أو حروب مدمرة – مقولة سوفيتية لازالت ماثلة. وفي الاقتراب الأمريكي – الروسي نافذة ومنارة لمعالجة كافة قضايا العالم العالقة أكيد. ونعم لسلام عالمي دائم يلغي الحرب الباردة وسباق التسلح.
مدار الساعة ـ
story