div>الأردن… ليس مجرد اسمٍ على خارطة، ولا سطورًا تُحفظ في كتب الجغرافيا.
هو حكاية الناس… رائحة الخبز في الصباح، ضحكة الجدات على الأعتاب، حنين البسطاء حين يذكرون "زمان أول".
وطنٌ صغيرٌ بحجمه… كبيرٌ بقلبه.
لكن الشارع الأردني اليوم، يمشي مثقلًا.
يبحث في جيوبه عن أمل
وفي عيون جيرانه عن كلمة طيبة
وفي نشرات الأخبار عن خبرٍ لا يزيده همًا
همّ المعيشة
غصة الغلاء
تعب الشباب
أحلام المقهورين بين فاتورة كهرباء وقرض بنكي وأقساط مؤجلة
ومع ذلك… يبقى الأردني يضحك
يطبطب على كتف الحياة
ويقول: "تمشي…"
من قال إن الأردني لا يوجعه؟
بل يوجعه
حين يرى شابًا متعلّمًا عاطلًا
وحين تعجز أسرة عن شراء دواء
وحين يقف الأب أمام طفلٍ يريد لعبة، فلا يملك إلا الوعد المؤجل
لكنه يصبر
لأن الطيبة مزروعة فيه
لأن الكرامة لا يُفرط بها
ولأن الأردن… بيته الوحيد
فيكتور هوغو يقول:
"حتى أحلك ليل لا يمنع مجيء الصباح"
نحن بحاجة إلى هذا الصباح
إلى أفق لا يُثقله الدين ولا تحجبه الواسطة
إلى قانونٍ ينصف
وعدالةٍ تصل
وابتسامةٍ تعود
رسالتي لكل أردني:
لا تسمح لهم أن يسرقوا منك أجمل ما فيك
أصالة قلبك
حبك للخير
وقوفك مع الغريب
وأنك، مهما ضاقت… تقول: "الله كريم"
لا تستسلم لفكرة أن لا شيء يتغير
فالأوطان لا تنهض إلا حين يقرر أهلها أن يكونوا شموعًا لا حرائق
أملًا لا صدى شكاوى
قوةً لا مجرد عدد
ومقولتي هنا:
"في الأردن… كل حجرٍ يحفظ حكاية، وكل قلبٍ يحمل وطنًا… فلا تتركوا الحكاية بلا ضوء"
لنحفظ هذا الضوء
بأخلاقنا
بتسامحنا
بيدٍ لا تعرف الغدر
وقلبٍ لا يعرف الانكسار
مهما كان التعب…
سيبقى هذا الوطن قلبًا لنا
وستبقى الحكاية… أجمل مما نظن