دعوات ، كثيرة أطلقها محللين وسياسيين ، على إمتداد الأيام القليلة الماضية ، بضرورة الإستدارة نحو الداخل الأردني ؛ لأن ما كشف عنه مؤخرا من محاولات لزعزة الأمن الوطني الأردني ، يمثل ضرورة لمراجعة العقل والمنطق في كل ما يهم بلدنا .
هذه الدعوات ، لها ما يبررها ، فالدولة الأردنية دائما ما تستدير للداخل الأردني لترتيبه ، ونحن مطالبون بالجدية والحرص على قضايانا الوطنية ، فتركيزنا يجب أن ينصب على تمتين جبهتنا الداخلية ، فلا يمكن أن نستغرق كل وقتنا ، مع من تفردوا في الشارع الأردني ، لصناعة أوهام ومبررات غير مقنعة .
اليوم ، لدينا أولويات وظروف ، نحتاج أن نكون متنبهين لها ، وأن نتمسك بمبدا العمل بروح الفريق الواحد ، وأن تبقى الانظار والبوصلة نحو مصالح بلدنا ، فالأردن القوي المتماسك ، يكون مساعدا لنفسه ولقضايا أمته العربية .
ما شهدنا من الأحداث الأخيرة ، كان الثابت أن هنالك من يضمر لبلدنا شرا ، وهو ما وضحها بيان دائرة المخابرات العامة ، والحكومة الأردنية ، وخضعت للعديد من التحليلات السياسية والعسكرية واللوجستية ، جعلت الأردنيون يكتشفون بأن لديهم قضية بوجوب الدفاع والالتفاف حول مصلحة بلدهم ، فلم يعد هنالك مجالا للتفكير مطولا في خياراتنا ومصالحنا الوطنية .
نقف أمام حالة من الصلابة لما شهدنا من مؤامرات ، حاكتها آلة التربص بالوطن ، وعلى الجميع أن يعي ، أن الإستدارة نحو البيت الأردني لم يعد خيارا ، تقبله أو ترفضه ، بل واجبا من واجبات المواطنة ، وعليك الإنصياع لنداء الوطن .
لن يقبل بعد هذه الأحداث ، أن نسمع لأي رأي أو نصيحة ، أو أن يتم السماح لأي جهة أن تغامر ، أو أن تصنع أجندة تصب في مصلحة غير مصلحة الأردن ، فالتشكيك في مواقفنا ومعتقداتنا باتت اسطوانة مشروخة لن تنال من عزيمة الأردنيين .
إن التحولات الاقليمية والدولية كبيرة ومتسارعة ، فالدولة الأردنية في غالب الأمور ، تتصرف بعقلية متوازنة ، لا تعتمد على ردود الأفعال أو العواطف أمام أي حالة كانت ، وتبتعد عن كل الحسابات ، التي تريد جر الأردن نحو حفر الشر والظلام