في خضم التحديات الإقليمية والاضطرابات الأمنية التي تعصف بالمنطقة، يثبت الأردن مجددًا أن أمنه واستقراره ليس مجالًا للتهاون أو المساومة. العملية النوعية التي نفذتها دائرة المخابرات العامة، والتي أحبطت من خلالها مخططًا إرهابيًا كان يهدد أمن الوطن، جاءت تأكيدًا حاسمًا على يقظة أجهزتنا الأمنية وكفاءتها العالية.
ليست هذه المحاولة الأولى، ولن تكون الأخيرة، لكن ما يجب أن نعيه جميعًا هو أن استهداف الأردن ليس استهدافًا لجغرافيا، بل هو استهداف لرسالة، لموقف، لنموذج دولة حافظت رغم كل الضغوط على توازنها واعتدالها.
إن قدرة الأجهزة الأمنية على إحباط المخططات قبل وقوعها، تعكس ليس فقط الجاهزية المهنية، بل أيضًا حجم التحديات التي نواجهها في ظل تداخل الأجندات والمتغيرات.
وفي هذه اللحظة الفارقة، لا صوت يعلو فوق صوت الوطن. لا مكان للحياد الرمادي، ولا متسع للتشكيك أو بث الفُرقة. فكل من يحاول زعزعة أمن الأردن، إنما يحاول النيل من كرامة كل أردني وأردنية. والمطلوب اليوم هو تلاحم الجبهة الداخلية والوقوف خلف مؤسسات الدولة، دعمًا وثقة، لأن الأمن ليس مسؤولية جهة واحدة، بل واجب وطني جامع.
الرسالة التي يجب أن تصل واضحة: الأردن عصيٌّ على الإرهاب، وقادر على حماية نفسه برجاله الأوفياء، وشعبه الموحَّد. فالانتماء ليس شعارًا يُرفع، بل موقف يُثبت في اللحظات الحرجة. والمجد لأبناء المخابرات العامة وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، الذين يعملون في صمت، ليحيا الوطن في أمان.