أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: ثمانون عاماً على النصر على الفاشية


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: ثمانون عاماً على النصر على الفاشية

مدار الساعة ـ

ذكرى النصر السوفيتي الساحق على النازية والفاشية الألمانية بتاريخ 9 / أيار / 2025 بمرور 80 عاما عليه، تختلف عن كافة احتفالات النصر المشابهة على مدى 79 عاما خلت، وسوف يشارك بها في الساحة الحمراء، ووسط عرضها العسكري المهيب في موسكو، والتي هي ميدان أضرحة زعماء الاتحاد السوفيتي الجميلة جدا بجوار جدار قصر "الكرملين" الرئاسي الأجمل، أكثر من 20 زعيما عالميا، وأعداد كبيرة من المشاركين، وفي مقدمتهم رئيس الصين الشعبية -شي جين بينغ، أكبر حلفاء روسيا في الشرق.

والمعروف أن روسيا الاتحادية، ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990،وتحريكها للعملية العسكرية الخاصة، الاستباقية، التحريرية، الدفاعية عام 2022 تجاه شرق أوكرانيا، حيث تتواجد الاراضي الروسية الأصل داخل الأراضي الأوكرانية شرقا وجنوبا (القرم، ولوغانسك ودونيتسك "الدونباس"، وزاباروجا وخيرسون)، في قت تطلق روسيا على أوكرانيا كلها مصطلح " روسيا الصغيرة " التي صنعها في عمق التاريخ المعاصر فلاديمير لينين،و جوزيف ستالين، ونيكيتا خرتشوف، تقود توجه عالم متعدد الأقطاب الذي يشمل شرق وجنوب العالم، وتشكل ميزانا عالميا، وتواجه أحادية القطب الغربي.
من رفع العلم السوفيتي فوق الرايخ الألماني (البرلمان) بتاريخ 8 أيار1945 هم السوفييت، أي الاتحاد السوفيتي، وليس الولايات المتحدة الأمريكية ولا المملكة المتحدة المشاركتان حينها في الحرب الثانية ذات الطابع العالمي بين دول المحور والحلفاء. ورغب أودلف هتلر وسانده بينيتو موسيليني بإجتياح شرق وجنوب العالم لبناء الأمبراطورية النازية، وهو الذي تحول إلى سراب. وبينما رفعت الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918 ) شعار بأنها الحرب التي ستنهي كل الحروب، كنتيجة للحرب، أشعلت حربا عالمية أخرى ثانية، وفي أيامنا هذه حاول ولازال يحاول فلاديمير زيلينسكي رئيس غرب أوكرانيا ودولة " كييف " اشعال فتيلة حرب عالمية ثالثة تحدث بشأنها معه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب في البيت الأبيض وجها لوجه. وسبق للرئيس الأمريكي الخرف جو بايدن أن ساند توجه زيلينسكي السلبي، واستخدمه دمية لمماحكة روسيا العظمى بهدف تسخين الحرب الباردة وسباق التسلح.
ونقول هنا الحمد لله بأن القنبلة النووية لم تصنع في ميادين الحربين العالميتين الأولى والثانية، لكن الولايات المتحدة الأمريكية تمكنت من صنعها نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 واستخدامها للأسف في قصف اليابان في حادثتي (هيروشيما وناكازاكي ) المرعبتين. ولو اخترعها الاتحاد السوفيتي وقتها لما استخدمها، وهو الذي تمسك بالقانون الدولي والإنساني كما تتمسك به روسيا الاتحادية العظمى اليوم. وحاول الغرب تزويد العاصمة الأوكرانية بقنبلة نووية وأخرى قذرة لكن روسيا جارة التاريخ أفشلت المشروع الأوكراني المسخ بدايات الأزمة الأوكرانية – الروسية والحرب بين غرب أوكرانيا وشرقها عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وسيبقى مشروع إيران النووي العسكري سرابي بسبب راديكاليتها وتطرفها. وستبقى إسرائيل الأكثر تطرفا، ونازية، وراديكالية مطالبة بتفكيك تراسانتها النووية ذات الوقت للمحافظة على السلم العالمي.
لقد قدم السوفييت 28 مليون شهيدا بما في ذلك شهداء روسيا، وبلغ شهداء أمريكا وبريطانيا أقل بكثير، والمحرقة النازية " الهولوكوست " التي استهدفت اليهود وشعوب أوروبا الشرقية، أنتجت نازية جديدة يقودها الكيان الإسرائيلي الذي يظهر في منطقتنا العربية والشرق أوسطية على شكل دولة، والتي هي عدوانية، احتلالية، استيطانية، توسعية، شريرة، ومسعورة. ولقد تنكرت إسرائيل للجيش الأحمر السوفيتي فذهبت تساند نظام " كييف " البنديري المتطرف بسبب المد اليهودي بين غرب أوكرانيا وإسرائيل. ويصرح زيلينسكي حديثا بأنه سيعمل على تحول بلاده أوكرانيا، أو ما تبقى منها لإسرائيل عظمى ؟!. ولقد تمكن الاتحاد السوفيتي إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة من تأسيس الأمم المتحدة عام 1945،لكن سرعان ما انفصل الغرب عن الشرق، والان نلاحظ بأن الولايات المتحدة الأمريكية تنفصل عن الأتحاد الأوروبي في موضوع الحرب الأوكرانية كما ينفصل الرأس عن الجسم،و تتفهم بأن من بدأ الحرب هو نظام أوكرانيا الغربية بقيادة زيلينسكي.
من شاهد العروض العسكرية في الساحة الحمراء في موسكو سابقا، ومن سيشاهد العرض العسكري الروسي القادم 9 أيار هذا العام 2025، سيلاحظ بأن الحرب الأوكرانية التي امتدت لأكثر من ثلاث سنوات، ماهي بالنسبة لروسيا إلا جزئية عسكرية تشارك فيها فرقتان وثالثة تتمركز في خطوط الدفاع فقط حسب تقديري عن بعد. والحرب الدفاعية الروسية وإن بدت هجومية، فهي دفاعية فعلا، وهدفها المضي في التحرير قبل توقيع السلام للوصول لمنطقة نهر الدنيبر بهدف تحصين منطقتي القرم والدونباس الروسية.
من بدأ الحرب العالمية الثانية النازية الألمانية ودول المحور، وليس الاتحاد السوفيتي والحلفاء كما أشاعت ماكنة إعلام الغرب والفوبيا المرافقة. ومن بدأ الحرب الأوكرانية زيلينسكي وباراشينكا ونظامهم البنديري المتطرف والغرب – بريطانيا – باريس جونسون، وأمريكا جو بايدن، وليس روسيا الاتحادية كما أشاعت " كييف " وعواصم الغرب في زمن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن. وعملية -بارباروسا - للنازية ودول المحور أعطت إشارة لمهاجمة الاتحاد السوفيتي بتاريخ 22 حزيران 1941، ووصلت القوة النازية لمشارف موسكو العاصمة، وحاصرت مدينة ليننغراد حصارا مرعبا،ثم اتجهت صوب مدينة فولغاغراد، وهزمت هناك في واقعة ستالينغراد المشهورة، بينما بدأت الحرب الثانية عام 1939 في أوروبا وانتهت عام 1945 بجهد سوفيتي عسكري جبار ملاحظ. وكما ذكرت هنا، فإن أخلاقيات الحرب الدفاعية بالنسبة للسوفييت حين تقدمتهم روسيا الاتحادية بعدم استخدام السلاح النووي حتى لو أمتلكوه حينها، وهي من امتلكته عام 1949 ولم تستخدمه حتى الساعة، وترفض استخدامه إلا في حالة اندلاع حرب نووية أو تقليدية منظمة ومكثفة حسب استراتيجية روسيا العسكرية النووية الحديثة. وبمناسبة عيد – الإيستر- المسيحي الذي نبارك قدومه عند اخوتنا المسيحيين، أمر رئيس روسيا الاتحادية العظمى فلاديمير بوتين بوقف الحرب الأوكرانية على امتداد زمن العيد المجيد من طرف واحد، متمنيا على الجانب الأوكراني الغربي تنفيذ خطوة مماثلة من شأنها فتح الطريق أمام سلام شامل عادل بين الطرفين الروسي والأوكراني. وشخصيا أضيف هنا ضرورة اقتناص فرصة قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر تفهما لمجريات الحرب التي لم تبدأها روسيا أكيد. ولو عرفت " كييف "، ولو عرفت عواصم الغرب، بأنهم سيخسرون الحرب الأوكرانية أمام جبروت روسيا العظمى لما بدأوها أصلا، وهم الخاسرون لها ماديا، ومعنويا، وسياسيا، وباعتراف أمريكا – ترامب بفاتورة وصلت إلى 350 مليار دولار، في الوقت الذي تطالب فيه أمريكا – ترامب " كييف " التعويض عن الحرب الخاسرة بحجم 500 مليار دولارمع الفوائد على شكل مصادر طبيعية نادرة.
ترفض روسيا - بوتين، وأمريكا - ترامب، وخلفهما الصين، باعتبارهم أقوى دول العالم النووية، الذهاب لحرب عالمية نووية مدمرة للحضارات والبشرية. وسلام معقول خير ألف مرة من أية حروب دولية شريرة.
مدار الساعة ـ
story