أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

بزادوغ تكتب: الخوف من الفقد والعلاقات السامة.. بين الماسوشية والسادية


د. رولا عواد بزادوغ

بزادوغ تكتب: الخوف من الفقد والعلاقات السامة.. بين الماسوشية والسادية

مدار الساعة ـ

div>العلاقات الإنسانية يجب أن تكون مصدر أمان ومحبة، لكنها في بعض الأحيان تتحول إلى بيئة سامة مليئة بالألم والخوف والتلاعب. من بين الأسباب النفسية العميقة التي تؤدي إلى هذا النوع من العلاقات هو الخوف من الفقد، خاصة لدى الأشخاص الذين يملكون سمات ماسوشية (التلذذ بالألم) أو سادية (التلذذ بإيذاء الآخر). هذا المقال يهدف إلى توعية القارئ بهذه الديناميكيات النفسية، وكيف يمكن كسر الحلقة المؤذية وبناء علاقات صحية قائمة على الاحترام والتوازن.

أولًا: الخوف من الفقد – الجذر العميق للعلاقات السامة
الخوف من الفقد هو شعور داخلي عميق يرتبط بالخوف من الهجر، أو من عدم الأهمية، أو من عدم القدرة على الحياة بدون شخص معين. هذا الخوف قد يدفع الإنسان إلى:
* التمسك المفرط بشخص حتى لو كان يؤذيه.
* تحمل الإهمال أو الإهانة خوفًا من فقدان العلاقة.
* محاولة إرضاء الطرف الآخر بأي ثمن.
* التضحية بالذات لتجنب الهجر أو الوحدة.
عندما يكون الخوف من الفقد قويًا وغير معالج، يصبح بيئة خصبة لنمو علاقات غير متوازنة و مؤذية.
ثانيًا: الشخصية الماسوشية والسادية في العلاقات
1. الشخصية الماسوشية
الماسوشي هو الشخص الذي يتحمل الألم أو الإهانة وربما يتلذذ بها نفسيًا بشكل لا واعٍ .
في العلاقات:
* يميل لتحمل الأذى لأنه يرى نفسه غير مستحق لحب صحي.
* يرتبط بشخصيات مسيطرة أو مؤذية ويبرر سلوكهم.
* يخاف من الانفصال لدرجة تجعله يفضل الألم على الهجر.
قد تكون هذه الشخصية نتيجة:
* طفولة مليئة بالإهمال أو العنف.
* رسائل نفسية داخلية مثل: “أنا لا أستحق الحب”، “إذا تألمت سأُرضي الطرف الآخر”.
2. الشخصية السادية
السادي هو الشخص الذي يستمد متعة نفسية من السيطرة أو التسبب في الألم للآخر. في العلاقات:
* يسيطر على الطرف الآخر نفسيًا أو جسديًا.
* يستغل نقاط ضعف الشريك، خاصة خوفه من الفقد.
* يختبر الولاء من خلال الإيذاء ليرى مدى احتمال الطرف الآخر له.
السادي في الغالب لديه جروح نفسية عميقة مرتبطة بانعدام الأمان أو الشعور بالعجز في وقت سابق من حياته.
ثالثًا: كيف تتكوَّن العلاقة السامة بين الماسوشي والسادي؟
هذه العلاقة تصبح “حلقة مغلقة”:
* الماسوشي يخاف من الفقد، فيقبل بالإهانة.
* السادي يختبر سيطرته من خلال الإهانة.
* كلا الطرفين يشعر بالارتياح المؤقت: الماسوشي لعدم فقدانه العلاقة، والسادي لتأكيد سلطته.
* لكن بمرور الوقت تتفاقم المعاناة، ويشعر الطرفان بالاختناق والفراغ.
رابعًا: كيف يمكن الخروج من هذه الديناميكية؟
1. الاعتراف بالمشكلة
أول خطوة نحو التحرر هي الاعتراف بوجود علاقة غير صحية، وبأن استمرارها يؤذي النفس والروح.
2. فهم الجذور النفسية
الخوف من الفقد، أو الميل لتحمل الألم أو التسبب فيه، غالبًا ما يكون ناتجًا عن تجارب الطفولة. يمكن من خلال جلسات العلاج النفسي فهم هذه الجذور وتفكيكها.
3. تقوية الهوية الذاتية
* وضع حدود واضحة في العلاقات.
* تطوير احترام الذات.
* التوقف عن ربط قيمة الذات بقبول أو رفض الآخرين.
4. طلب الدعم
* التحدث مع مختص.
* الانضمام إلى مجموعات دعم.
* مشاركة القصة مع شخص موثوق.
خامسًا: علامات العلاقة السامة – متى تقول “توقف”؟
* الشعور المستمر بالذنب أو الخوف.
* تجاهل الذات واحتياجاتها لإرضاء الطرف الآخر.
* التعرض للتهديد أو التقليل من القيمة.
* فقدان الإحساس بالسعادة أو الأمان.
العلاقات السامة ليست قدَرًا لا مفر منه. الخوف من الفقد قد يكون قويًا، لكنه ليس أقوى من رغبتك في السلام الداخلي. والتعرف على سمات الماسوشية أو السادية لا يعني أنك شخص سيء، بل يعني أنك إنسان لديه جروح بحاجة إلى شفاء. خذ خطوة اليوم نحو التحرر، وابدأ رحلتك لبناء علاقة صحية، أولها مع نفسك.
ولا تتردد بطلب المساعدة. كن بخير
مدار الساعة ـ
story