أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الفرجات يكتب: حين يُذكر الفضل، يكتمل معنى الإنجاز


موسى الفرجات

الفرجات يكتب: حين يُذكر الفضل، يكتمل معنى الإنجاز

مدار الساعة ـ

من أسمى القيم التي يتحلى بها الإنسان هي الوفاء والاعتراف بالجميل، خاصة حين يتعلق الأمر بمن كان لهم الدور الأكبر في تمهيد الطريق وصقل القدرات التي أدت إلى نجاحات باهرة. وفي هذا السياق، رأينا مؤخرا مشهد عبر إحدى شاشات التلفاز، حيث تم تسليط الضوء على نخبة من المبدعين الذين حققوا إنجازات متقدمة في السابق على الصعيدين المحلي والعربي، في أحد القطاعات التنموية الحيوية، قبل أن يتم احتضانهم في قطاع آخر يستثمر هذه الطاقات ويقطف ثمارها.

ما تحقق على أيدي هؤلاء من نجاح هو محط فخر واعتزاز لكل مواطن ومهتم بالتنمية والإبداع، ولكن كما يُقال "الشيء بالشيء يُذكر"، فإن من الواجب المهني أن لا نغفل عن ذكر من أسس الاغلبية الساحقة لهذه الكوكبة، واحتضنها في البدايات، وآمن بإمكاناتها حين كانت في طور التشكّل. فالقطاع الأول، الذي تولى مهمة التأهيل والتطوير، قد وضع اللبنات الأساسية حتى اكتمل بناءها لما تحقق اليوم، وكان من المفترض الإشادة به وبتاريخه المشرف، لا أن يُهمّش أو يُنسى دوره.
فالواجب منا ان لا نتجاهل الفضل، كما أن الإنصاف هو جوهر العدالة، والاعتراف بالأدوار المتكاملة لجميع المساهمين يعزز من بيئة التعاون والاحترام بين القطاعات المختلفة، ويشجع على مزيد من الشراكات البناءة. ذكر صاحب الفضل لا يُنقص من قدر المنجز الحالي، بل يرفع من شأن الإنجاز ذاته، ويُضفي عليه عمقًا إنسانيًا ومهنيًا يُحتذى به.
في الختام، لا بد من التأكيد على أن البناء الحقيقي لا يتم إلا بتراكم الجهود، وأن كل نجاح هو نتيجة لسلسلة من المراحل التي تستحق كل واحدة منها التقدير والذكر، وأول الوفاء هو ألا نغفل عن أول من آمن بنا، وفتح لنا أبواب التمكين.

مدار الساعة ـ