يُعد الكشف المبكر عن أي مشكلة في النطق أو اللغة عند الأطفال أداة مهمة تساعد في التدخل العلاجي المناسب، وتعزيز تطور مهارات الطفل اللغوية بشكل أسرع.
ويثير تأخر النطق عند الأطفال قلق الآباء، ولكن من المهم أن نعرف أن الأطفال يختلفون في سرعة تطور مهاراتهم اللغوية. ومع ذلك، هناك بعض الإشارات التي قد تدل على ضرورة استشارة مختص.
من جانبه كشف طبيب الأطفال الدكتور خالد الغرايبة، أن هناك بعض المعايير الأساسية التي على الأهل الانتباه لها فعند عمر 9 شهور تقريبا يبدأ الطفل بنطق بعض الحروف والكلمات مثل "ماما" أو "بابا" وهذا يُعد دليلا على تطوره اللغوي.
وبين الغرايبة أنه اذا وصل الطفل لعمر السنة ونصف ولم ينطق، فهنا يبدأ القلق ولا بد من مراجعة طبيب الأطفال أو أخصائيي .
وأضاف أنه عند زيارة الطبيب لحل المشكلة فإن هناك معايير عديدة ينظر لها بعين الاعتبار مثل ولادة الطفل إذا كانت طبيعية أم لا، أو إذا كان هناك تعسر في الولادة أو تعرض الطفل لجرثومة في الصغر أو أمراض معينة، والتي تؤثر بشكل واضح بعملية النطق وتأخرها.
وجانب آخر تحدث عنه طبيب الأطفال متعلق بالعامل الوراثي حيث يلعب دورا أساسيا بتأخر النطق إذا كان أحد الوالدين كذلك، فإذا كان لدى الطفل تاريخ عائلي من تأخر النطق أو اضطرابات في اللغة، فقد يكون معرضًا لخطر أكبر بتأخره.
وفي هذه الحالة، من المهم متابعة نمو الطفل عن كثب واستشارة مختص في حال وجود أي مخاوف.
وأشار الغرايبة أنه بعد التأكد من العامل الوراثي وصحة الطفل وهو رضيع، يطلب الطبيب عادة فحص سمع بسيط للطفل للتأكد من قدرته السمعية، لأنها تعد عامل أساسي بقدرته على النطق.
وتابع الطبيب أنه إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في السمع أو مشكلات في هيكل الفم (مثل مشكلات في اللسان أو الشفاه)، فإن هذه المشكلات قد تؤثر على قدرته على النطق، فإذا لاحظت أي من هذه المشكلات، يجب فحص سمع الطفل أو التحقق من صحة فمه.
وأكد الغرايبة أنه في حال كان هناك مشكلة بالسمع فإن على الأهل البدء بمراجعة أخصائي سمع ونطق ومتابعة العلاج والتدريبات مع المختصين لتحسين وضع الطفل.
