في العشرين سنة التي عرفت طارق فيها لم اسمع على لسانه كلمة نابية أو إساءة لشخص.

لكني انحاز لبشير مدير هيئة الإعلام، بشير كان المحامي الذي يترافع لي في قضايا المطبوعات، وللعلم هو من كان يدفع الرسوم من جيبه.. بشير (أبو شهد).. من الناس التي قاعدتها في الحياة: الحب والبساطة، عاش العمر زاهدا وحين عين في الهيئة ازداد زهده... من الممكن أن تهاتفه بعد الواحدة ليلا وتطلب منه ان يأتيك، وسيأتي دون ان يعرف السبب، حين كان محاميا نصف القضايا التي ترافع فيها لم يكن يأخذ أجرها... وحين تسأله يجيبك: (حرام طفران الله ايعينو)...

ما زرت مكتبه يوما حين كان في أم أذينة إلا ووجدت الطعام جاهزا، وهكذا دون طلب أو دون سبب.

آخر قضية ترافع لي فيها، أخرجني منها (عدم مسؤولية) ذهب إلى اربد، ووجه كتابا لوزير العدل، وقام بنقلها لعمان دون أن أعرف.. أخذت منه جلسة واحدة، وأجبر الخصم على التنازل والإعتذار...

أنتج للهيئة شخصية مستقلة، وأسس لها قوة وحضوراً...

حين يقولون الإعلام في قبضة (المومنية).... أفرح، على الأقل طارق وبشير المومني... في حياتهما المهنية والشخصية لم يعبرا عن عشيرتهما الكريمة فقط بل عبرا عن وطن كامل.. وأنا أجزم أن الإعلام حين يكون بقبضتهم فنحن في أمان..