مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون البرلمانية - لم يعد المشهد بحاجة إلى عين ثاقبة حتى نقرأ لك القبة البرلمانية، أو قل المشهد الأردني بشكل أوسع.
اعتاد مجلس النواب على النقد، والانتقاد، غير أن الخوارزمية السياسية المسيطرة اليوم لا تترك أحداً وشأنه، ما فرض على اللوحة العامة شيئاً من الإفراط، ومعه أيضاً التفريط.
يجوز لنا القول؛ إن كل من يدافع عن موقف الدولة الأردنية يصبح هدفاً مرصوداً.. وهذه ملاحظة تاريخية لا ينكرها عاقل.
وحتى نرسم المشهد بشكل أوضح؛ وفور إعلان الجهات المعنية عن خلية إرهابية مرتبطة مع جماعة الإخوان المسلمين، وما تبع ذلك من حظر الجماعة، بدأ الذباب الإلكتروني يهاجم القرار.. ويهاجم المدافعين عنه. فهم يريدون المشهد والمسرح لهم فقط دون غيرهم.. فقد اعتادوا على سماع صوتهم فقط.
هنا خرج صوت رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي؛ صادحاً غاضباً، ضد مؤامرة الجماعة المحظورة للمسّ بالأمن الوطني. فتحرك الذباب الإلكتروني ضده وضد كل مدافع عن قرار الدولة.
هذا ليس أول هجوم يتعرض له الصفدي، كما أنه لن يكون الأخير؛ فالصفدي استقر بموقف وانتهى الامر؛ لكنه لا يكترث له فهو يعلم ان الهجوم عليه مدبر ومقصود، فالقبة تقدم طبختها، وتضعها على الطاولة من شاء أكل ومن لم يشأ، ذاك شأنه.
رئيس مجلس النواب يدرك هذا جيداً. من يكترث اذن. ربما الاكتراث افتراضي فقط. والافتراض رقص في العتمة.
هنا فتحت الشبكات صفحاتها الافتراضية لاجيال افتراضيين على هجوم افتراضي، بنتيجة هي الاخرى افتراضية. يعلم الجميع انها لا تقدم ولا تؤخر. هنا - وإن بدا - لا احد يحكي قصته، ولا احد يتعامل مع الأمر بجدية.
هجوم اخواني افتراضي. لتنظيم جرى حلّه وحظره فصار افتراضياً في معاركه. افتراضياً في خصومه.
هنا يصبح الهدف وإن كان يبدو مرصوداً، هو ليس كذلك. برغم ان الحكي جاهز. دوما هو الحكي جاهز.
نعلم ان المرحلة تحمل حساسية ذات توتر. ونعلم ان الكلمة ذات وزن. وان الامر افترق الى فريقين.
القراءة تقول: ليس هناك منطقة رمادية، فالسلبية نفسها موقف لإعانة جهة على أخرى، بالاستحواذ عليها. يدرك ذلك الكثيرون فيتموضعوا. فما بالك انت؟
ولمن يعرف الصفدي منذ زمان؛ فإنه يعلم ان الرجل يحمل لواء الوطنية فيما غيره يحمل لواء الخزي والعار.
كان الأجدى بالمهاجمين للصفدي مهاجمة العباءة التي أحرقتها "سيجارة الفرط".