div>خلق الله سبحانه و تعالى الكون بألوان مختلفة زاهية بين الجبال و البحار و السهول وأبدع خلقه، قال تعالى ( ألم ترَ أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا بهِ من الثمرات مختلفًا ألوانها و غرابيب سُود) ، و انه سبحانه قد سخر الكون لخدمة الإنسان ، و خلق كل ما فيه لمنفعته ، فالعالم لوحة فنية جميلة زاهية الألوان ، دعى سبحانه و تعالى إلى التأمل فيه لنستشعر عظمته.
تحتل الألوان مكانة كبيرة في حياتنا ، سواء في المسكن و الملبس و الأدب و الفن ، فهي تشمل حياتنا المادية و المعنوية و الإجتماعية كما تدخل في السياسة و العقائد و الأديان، و علم نفس الألوان هو احد العلوم الإنسانية التي ترتبط مباشرة بمكونات الإنسان الداخلية ، باعتبار أن اللون أحد الطرق التي يتواصل بها الإنسان إلى فهم ما يحيط به، اليوم و مع التكنولوجيا أصبح بإمكاننا قياس درجة اللون و نقاءه و حدته.
و يمكن تحليل أنماط الشخصية من خلال الألوان ، لذا يقوم علم نفس الألوان على دراسة تأثيرها في السلوك البشري ، و ماهية الدور الذي تؤديه في اتخاذ الأشخاص لقراراتهم اليومية و طريقة أداء المهمات، كما أثبتت الكثير من الدراسات تأثير الألوان في خلايا الجسم حيث أن لكل لون طول موجي خاص به، و لكل موجه أثر يظهر على الجهاز العصبي و الحالة النفسية ، سواء بالسلب أو الإيجاب و يعود ذلك إلى الكثير من الأسباب الفسيولوجية النفسية أو طبيعة البيئة الجغرافية و الإجتماعية ، و اختلاف الأذواق بين الأشخاص أنفسهم.
تحديدًا تؤثر الألوان على النفس البشرية بثلاث جوانب رئيسية ( إيجابي-سلبي- محايد) ، و لها القدرة على إحداث تأثيرات نفسية على نفسية الإنسان و الكشف عن شخصيته ، فلكل لون ارتباط بمفاهيم معينة، فاللون الأبيض هو انعكاس ألوان الطيف يُشعر الشخص بالصحة ، و النظافة و الوضوح و النقاء و البساطة و الكفاءة، أما اللون الأخضر فهو لون الربيع و التجدد و الأمل و النماء، و يرمز للوفرة و الخير ،أما اللون الأزرق مرتبط بالسماء و الماء ، و يُعبر عن الهدوء و السلام ، و هو لون العقل و الحكمة، كما تفضي درجاته على النفس الفسحة و الراحة و الصفاء و يبعث البرود و يقلل من التوتر ، و اللون الأصفر مرتبط بالتخوف و التهيؤ للنشاط كما يُضفي السعادة و البهجة ، أما اللون الأحمر فهو أكثر الالوان تضاربًا مزيج من البهجة و الحزن و لون العنف و المرح، أما الأسود فهو السلطة و الغموض و يُعبر عن الأناقة و لا يعني الكآبه و الحزن فهو لون الليل ، الذي ترتاح فيه الأنفس بعد الكد و التعب ، أما اللون الزهري فيرمز إلى التقدير و الرقة و الأنوثة و البراءة و العرفان، يختلف تأثيرها باختلاف الجنس و العمر و الثقافة ، و تكيف العين مع اللون ، حيث يتم في الشبكية تحويل الموجات الضوئية للون إلى نبضات كهربائية تصل إلى منطقة المهاد في الدماغ و هي المسؤولة عن الوظائف الفسيولوجية و الحالة المزاجية و السلوك الواعي و الغير واعي للإشخاص .
من هُنا أنصح كاستشارية نفسية بإرتداء الألوان التي تبعث على السعادة و البهجة و تشجع على العطاء ، أو الهدوء و السكينة ، و تبعدك عن الإضطراب و التشتت و الغضب .