في ظل رؤية شمولية وطموحة، أطلق سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، دعوة واضحة لتجديد الفكر الرياضي في الأردن، والخروج من عباءة العقلية الكروية التقليدية، نحو آفاق حديثة أكثر احترافًا وتطورًا.
تأتي هذه الإشارة الملكية في وقت تحتاج فيه الرياضة الأردنية، وعلى رأسها كرة القدم، إلى إعادة هيكلة شاملة في النهج والتفكير، من أجل اللحاق بركب التقدم الذي تشهده الساحة الرياضية على المستويين الإقليمي والعالمي.
فقد أكد سموه أهمية تبني فكر رياضي جديد، يؤمن بالمواهب الأردنية الشابة ويعمل على صقلها وتطويرها ضمن بيئة احترافية مستدامة.
وفي هذا السياق، بات من الضروري أن نلتفت إلى هذه الدعوة الملكية كمفتاح لمرحلة جديدة في مسيرة الرياضة الوطنية.
مرحلة قوامها العمل الجاد، والتخطيط طويل المدى، والاستثمار في الطاقات الشابة التي لطالما أثبتت أنها لا تقل موهبة وكفاءة عن نظرائها في مختلف دول العالم.
إن الشباب الأردني، بما يملكه من قدرات ومهارات، لا يحتاج سوى إلى من يرسم له الطريق، ويوفر له الأدوات والفرص التي تمكّنه من الارتقاء، ليس فقط على المستوى المحلي، بل على المستويات العربية والدولية.
كما لا يمكن إغفال الأهمية الاقتصادية المتنامية للرياضة، التي أصبحت في السنوات الأخيرة أحد القطاعات الحيوية، ورافدًا اقتصاديًا وسياحيًا معتبرًا.
من هنا، فإن تطوير الرياضة الأردنية لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية تصب في مصلحة الاقتصاد والمجتمع على حد سواء.
رسالة سمو ولي العهد ليست مجرد توجيه، بل هي خريطة طريق نحو مستقبل رياضي مشرق، يتطلب من جميع المعنيين – من مؤسسات وأندية ولاعبين وجماهير – أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يسهموا بفعالية في تنفيذ هذه الرؤية.
فلتكن هذه اللحظة، بداية لمرحلة جديدة… نكتب فيها تاريخًا رياضيًا مشرفًا، يرتقي بطموحات شبابنا ويليق باسم الأردن