أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الخوالدة يكتب: هل تدفع بكين وموسكو بباكستان إلى موقع القوة البديلة !


د. زيد احسان الخوالدة

الخوالدة يكتب: هل تدفع بكين وموسكو بباكستان إلى موقع القوة البديلة !

مدار الساعة ـ
بعد أن أنهت الـٕB2 القاذفات الشبيحة الأمريكية معادلة المفاعلات النووية الإيرانية، كيف سيكون شكل إيران في مرحلة ما بعد الضربات العسكرية أو ذروة الضغوط القصوى والتي تميل الآن إلى خيار "النجاة التكتيكية" بدلًا من "التمدد الاستراتيجي"، مُحاكية – وإن بصيغة أكثر تمرّسًا – تجربة العراق بعد 1991، حيث تتقاطع التنازلات الشكلية مع دهاء المراوغة السياسية تحت مظلة رقابة دولية مشدّدة. لكنها، بخلاف عراق ما بعد الحرب، لا ترى في الانهيار مصيرًا حتميًا، بل تُراهن على الزمن كأداة بقاء. فطهران اليوم أكثر تشبيكًا في محيطها، وأبرع في إدارة الأزمات، ما يجعلها تتخذ من الركود محطة انتظار لعودة إدارة أميركية أكثر براغماتية، وليس كما في عهد ترامب، تتيح لها استئناف برامجها التسليحية النووية والصاروخية بصيغة جديدة، أكثر خفاءً وأشد خطورة.
وفي ضوء هذا التحول، يُرجّح أن تشهد الجبهة الإسرائيلية–الإيرانية حالة تهدئة إلى أجل غير مسمى، لا لأن جوهر العداء قد تبدّد، بل لأن طهران، وفقًا لتقارير المحللين والصحافة العالمية، باتت تتصرف كـ"ذئب جريح" ينسحب تكتيكيًا ليعيد ترتيب تموضعه بعيدًا عن الاستنزاف المباشر. إنها تهدئة تمليها الضرورة، لا القناعة، وتقوم على عقلانية ظرفية تنتظر تغيّر السياقات لا أكثر.
التقديرات المتقاطعة من مراكز التحليل المرموقة تذهب إلى أن إيران دخلت مرحلة "الكمون المدروس"، حيث تبتعد عن المواجهة المفتوحة، وتُغلف أدواتها القديمة بأقنعة جديدة. فحروب الظل ستحل مؤقتًا محل الصواريخ، والانكفاء الذكي سيُفضل على المغامرة الفجة، إلى حين تتبدل موازين القوى وتُستعاد لحظة التمدد تحت غطاء جديد.
وفي ظل هذا الانكفاء الإيراني، تبدو بعض القوى الإقليمية مؤهلة للعب أدوار بديلة أو مساندة، وعلى رأسها باكستان.
هكذا، تتحول طهران من لاعب هجومي إلى خصم متربص، يتقن فن الانحناء للعاصفة، بينما تنتظر المنطقة برمتها إجابة واضحة حول مدى قدرة باكستان على النهوض بدورها في ظل هذه التحولات الكبرى.
في خضم هذه التغيرات، تلعب دول إقليمية مؤثرة دورًا في إعادة رسم توازنات القوى، إلى جانب باكستان، التي تبرز كلاعب سياسي وديني ودبلوماسي مهم، ويتساءل المحللون: هل تنهض باكستان بدورها الحقيقي في احتواء الصراعات الإقليمية؟
حيث تعزز باكستان قدراتها العسكرية عبر شراء 40 مقاتلة شبحية J-35 من الصين متوقع وصولها نهاية 2025، إلى جانب تحديث دبابات T-90 الروسية، وتسلم أنظمة دفاع جوي متقدمة مثل HQ-16 وS-400 خلال الأعوام القادمة، ومروحيات هجومية Z-10، مما سيعزز من قدراتها الجوية والبرية ويزيد من جاهزيتها للدفاع والردع الإقليمي.
لكن يشير الواقع الاقتصادي الراهن في باكستان إلى تحديات كبيرة، تشمل ديونًا مرتفعة، ضعفًا في البنية التحتية، وأزمات داخلية تتطلب إصلاحات شاملة. مع ذلك، توفر مبادرة "طريق الحرير" الصينية فرصة استراتيجية للنهوض عبر تعزيز البنية التحتية، وتطوير الموانئ، وربطها بالممرات الاقتصادية الإقليمية، مما يعزز من قدرة باكستان على لعب دور أكبر في المنطقة.
علاوة على ذلك، يمثل دعم المعسكر الشرقي، بقيادة الصين وروسيا، عاملًا محفزًا يعزز من قدرة باكستان على الحفاظ على توازنها السياسي والاستراتيجي، وتوسيع نفوذها على المستويات الإقليمية والدولية، بما يمكنها من المساهمة بشكل فعّال في ضبط التوازنات، ومواجهة التحديات التي تفرضها الصراعات الراهنة.
رغم أزماتها الداخلية، تظل باكستان دولة ذات وزن نووي وديني وجغرافي، وتبدو اليوم محاطة بإشارات صامتة من بكين وموسكو، ضمن ترتيبات إقليمية هادئة. فمشروع "الحزام والطريق" يعزز بنيتها الاقتصادية، ويفتح أمامها فرصًا لتموضع سياسي أكبر. ومع تزايد التنسيق الأمني الصيني–الروسي معها، يطرح المراقبون تساؤلًا جوهريًا:
هل تدفع بكين وموسكو بباكستان إلى موقع القوة البديلة، أم يظل دورها محصورًا ضمن حدود النفوذ؟
مدار الساعة ـ
story