أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات مغاربيات خليجيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

الكردي تكتب: امتحان التوجيهي.. رعب يقتل الأحلام


جوان الكردي

الكردي تكتب: امتحان التوجيهي.. رعب يقتل الأحلام

مدار الساعة ـ

div>

ليلة الامتحان.. لا أحد ينام.
البيت كله في حالة طوارىء. الأم تمشي على رؤوس أصابع قدميها، تحاول تخفيف التوتر، الأب يتظاهر بالهدوء وهو يغلي كالمرجل من الداخل، والإبن أو الإبنة بين أوراقهم، على قلقٍ يعيشون صراعا صامتا بين ما درسوه وما يخشونه.
في الأردن، امتحان التوجيهي ليس مجرد محطة دراسية. وإنما هو كابوس تعيشه آلاف العائلات والأسر كل سنة. الطالب الذي درس طوال العام، خطط لتخصصه منذ سنوات، راكم أحلاما كثيرة في رأسه، يواجه في النهاية ورقة امتحان تحتوي أسئلة بعضها تحتاج معجزة لحلها، ولربما تطيح.
منذ متى أصبح التعقيد والتعجيزمقياسا للتميز؟
لماذا يشعر الطالب وكأن عليه أن يكون عبقريا خارقا لاجتياز اختبار يفترض أن يكون ضمن حدود المنهاج؟
في اليوم الأول، يدخل الطالب بثقة.
في اليوم الثاني، تبدأ ملامح الحيرة والقلق ترتسم على وجهه المرهَق.
في اليوم الثالث، تنهار الأعصاب. تتغير الأهداف، يختفي الحلم. لم يعد الطب أو الهندسة أو تخصص كان يحلم به منذ الصغر هو الهدف، بل فقط النجاح وتحصيل معدل يمكنه من التقدم لأي تخصص جامعي.
هذا التحول ليس بسيطا.
أن يُجبر طالب على تغيير خططه لمستقبله بسبب امتحانات مبالَغ في صعوبتها، فهذه خسارة لا تخصه وحده، بل تطاول المجتمع بأسرِه.
أما الأهل، فمعاناتهم لا تقل قساوة.
الأم التي تسهر وتدعو، تحاول أن تكبت دموعها بعد كل امتحان يعود منه ابنها أو ابنتها محطما أو محطمة.
الأب الذي يواسي ويشجع، يخفي قلقه كي لا ينهار البيت.
كل العائلة تعيش حالة توتر مرهقة، وكأن مصيرهم جميعا مرهون بورقة امتحان واحدة.
في دول كثيرة، الامتحان مجرد تقييم قدرات ومستويات.
هنا الامتحان معركة، وعبء نفسي، وتجربة تترك أثرا عميقا في حياة الطالب.
فمتى نتغير؟
متى نجعل من التوجيهي مرحلة عادية؟
لماذا نربط نتائج امتحان الثانوية العامة بالقبول في الجامعات؟ لم لا تضع كل جامعة معاييرها واختباراتها الخاصة بها للقبول كما في معظم الجامعات المتقدمة؟
متى نعيد للطالب حقه في الحلم والتخطيط لمستقبله دون خوف؟
متى نكف عن تحويل سنة كاملة من الدراسة إلى سنة من التوتر والإرباك؟
الطلاب لا يطلبون أسئلة سهلة، بل عادلة.
لا يريدون أن يعاملوا كأرقام، بل كبشر لديهم طموحات.
التوجيهي يُفترض أن يكون جسرا للمستقبل، لا حاجزا يتهاوى عنده الحلم.
مدار الساعة ـ
story