div>على ضوء التصعيد المتسارع بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، تقف المنطقة على أعتاب تحوّل تاريخي قد يعيد رسم خريطتها السياسية والعسكرية. الضربات المتبادلة لم تعد محصورة بساحات الوكلاء، بل باتت تُنفّذ مباشرة، في وضح النهار، وعلى وقع صافرات الإنذار التي لم تعد تفارق سماء الخليج وشرق المتوسط.
الهجوم الأخير الذي استهدف قواعد أمريكية في الخليج العربي مثّل تطورًا نوعيًا وخطيرًا. إيران، التي لطالما خاضت حروبها بالوكالة، تُقدم اليوم على خطوات انتحارية في محاولة لفرض معادلة ردع جديدة، لكنها تغفل عن حقيقة واحدة ، وهذه المغامرة قد تكون القشة التي ستقصم ظهر نظام ولاية الفقيه.
واشنطن لم تعد في موقع المتفرج ، حيث ان الهجمات على جنودها ومصالحها الاستراتيجية في الخليج، وضرب المصالح البحرية، والتحرش بالسفن التجارية، جميعها تصب في خانة ما تعتبره الإدارة الأمريكية "عملاً عدائيًا مباشراً"، الأمر الذي يفتح الباب أمام تدخل عسكري مباشر تحت غطاء الدفاع عن النفس.
تزايدت في الأيام الأخيرة التسريبات والتحليلات التي تتحدث عن احتمال لجوء إسرائيل، أو حتى الولايات المتحدة، إلى "الخيار الصفري" – استخدام السلاح النووي التكتيكي لضرب منشآت حيوية في إيران، أو حتى استهداف مركز القيادة والسيطرة لنظام ولاية الفقيه.
فكرة كانت تُستبعد طيلة العقود الماضية، لكنها اليوم مطروحة على الطاولة، لا سيما مع اقتراب إيران من تجاوز كل الخطوط الحمراء، وتهديدها للممرات البحرية الدولية، واستهدافها قواعد أمريكية، ودفعها لمزيد من الفوضى في المنطقة.
أمام هذا التصعيد غير المسبوق، يقف النظام الإيراني محاصرًا داخليًا وخارجيًا. الشعب الإيراني يُكابد من أجل لقمة العيش وسط عقوبات خانقة، واحتجاجات تتجدد في كل مدينة وبلدة، ومؤسسات الحكم باتت أكثر هشاشة وانقسامًا.
أما خارجيًا، فإن اندلاع مواجهة شاملة، أو تلقي ضربة نووية ولو تكتيكية، قد يعني انهيارًا سريعًا للمنظومة التي قامت منذ 1979 على وهم "تصدير الثورة" ومشروع "ولاية الفقيه"، الذي بات عبئًا ثقيلًا على الداخل الإيراني وعلى جوار إقليمي متفجر.
المنطقة اليوم تقف على حافة بركان. ضربة نووية، أو حملة عسكرية ساحقة تقودها أمريكا أو إسرائيل، باتت احتمالًا واقعيًا لا مجرد خيال استراتيجي. وفي حال حدوثها، فإن أول ضحاياها سيكون نظام ولاية الفقيه، الذي أمعن في نشر الفوضى، وتغذية الحروب، واللعب بالنار النووية.
ما يجري اليوم ليس مجرد تصعيد عابر، بل مرحلة مفصلية في تاريخ الشرق الأوسط، قد تُنهي عقودًا من العبث الإيراني، وتفتح الباب لعصر جديد، خالٍ من العمائم الحاكمة بالحديد والنار تحت عباءة خامنئي وبالهام من المهدي المنتظر عند الشيعة .