مدار الساعة -الأذكار التي ترتب عليها ثواب معين، فإن الثواب يتحقق بامتثالها بألفاظها وأوقاتها وأعدادها، لأنه من باب التعبدات التوقيفية التي لا مجال للاجتهاد فيها.
وقد ورد في فضل قول (سبحان الله وبحمده) عدة فضائل:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال): مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) رواه البخاري (6405).
وعَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْه).
وعن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من قال: سبحان الله وبحمده، غُرِست له به نخلة في الجنة" عند ابن حبان (826) والبزار (16875) وقال إسناده جيد، وضعفه شعيب الأرناؤوط. انظر "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" (3/ 109).
وأحاديث فضائل الأعمال يقبل فيها مالم يكن ضعفه شديدا عند كصير من أهل العلم.
فإذا قال العبد هذا الذكر، بالعدد الذي يترتب عليه الفضل (مائة مرة)؛ كان في محل الرجاء من الله: أن يجمع له تلك الفضائل كلها.
ونظير ذلك في الذكر: ما رواه البخاري (3293)، ومسلم (2691) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: ( مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ ).
وروى الترمذي (3890) وغيره، عن جُبَيْرِ بن نُفَيْرٍ، أنَّ عُبادةَ بن الصَّامتِ حدَّثَهُمْ، أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "مَا على الأرْضِ مُسْلمٌ يَدْعُو الله تَعالَى بِدَعْوةِ إلَّا آتاهُ اللهُ إيَّاها، أوْ صَرفَ عَنْهُ من السُّوءِ مِثْلَها، مَا لم يَدْعُ بإِثْمٍ، أوْ قَطِيعةِ رَحمٍ". فقال رَجُلٌ من الْقَوْمِ: إذًا نُكْثرَ. قال: " اللهُ أكْثرُ". وصححه الألباني.
وقوله: (إذاً نكثر)، أي: إذا كان الدعاء لا يرد منه شيء، ولا يخيب الداعي في شيء منه؛ نكثر من الدعاء، لعظيمِ فوائده.
قوله: ( الله أكثر) أي: أكثر ثواباً وعطاءً مما في نفوسكم، فأكثروا ما شئتم، فإنه يقابل دعوتكم بما هو أكثر وأجل منها.