أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات مغاربيات خليجيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

الرجوب يكتب: رضوان العتوم رجل الدولة الذي اجترح النجاح من قلب التحدي


د. عمّار محمد الرجوب

الرجوب يكتب: رضوان العتوم رجل الدولة الذي اجترح النجاح من قلب التحدي

مدار الساعة ـ
في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات وتتناقص فيه الأفعال، يبرز بعض الرجال لا بالكلام المعسول، بل بالأثر الباقي. ومن بين أولئك الذين صنعوا بصمتهم على خارطة الوطن، يسطع اسم عطوفة رضوان العتوم، محافظ إربد، كقائدٍ إداريّ فذ، جمع بين صرامة الإدارة ومرونة الإنسان، وبين هيبة المنصب وبساطة المواطن.
تسع سنواتٍ مضت وهو على رأس هرم الإدارة لمحافظة إربد، لم تكن سنواتٍ عابرة أو هامشية، بل كانت عقدًا من التحوّلات الجذرية، والامتحانات الكبرى. في مقدمة تلك المحطات، جائحة كورونا، التي عصفت بالعالم، وأربكت المؤسسات، وامتحنت الحكومات. غير أن محافظة إربد، بقيادة العتوم، كانت مثالًا على الانضباط الإداري، والتناغم المؤسساتي، والعمل الدؤوب الذي تجلّى في إدارة دقيقة للأزمات الصحية، والاجتماعية، والاقتصادية، دون أن تفقد الدولة هيبتها، أو المواطن كرامته.
ولم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل ثمرة نهجٍ إداريٍّ متوازن، اتكأ على قيم الولاء والانتماء، وانعكس حبًّا وولاءً حقيقيًا لثرى الأردن الطاهر، وللعرش الهاشمي المفدّى، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، ووليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني المعظم، حيث ظل العتوم صوت الدولة العادل، ووجهها الإنساني، وذراعها الإداري الحكيم في الشمال الأردني.
لقد تحوّلت محافظة إربد، خلال ولايته، إلى عنوانٍ للهوية الوطنية، والاحتفاء بالمواطنة. ففي عهده شهدنا احتفالات استقلال الأردن تزهر في ساحات إربد، وتلمع كنجوم في لياليها، بأناقةٍ تنظيمية، وحرارةٍ وجدانية، تعكس العمق الوطني للمكان والحدث. كما كانت إربد، بفضل رؤيته وحرصه، حاضنةً لفعاليات إربد عاصمة الثقافة العربية، في حراكٍ ثقافي لا يقل في أثره عن أي منجز تنموي، لأن الثقافة عند العتوم ليست ترفًا، بل عمقًا للدولة، وتعبيرًا عن حضارة الأردنيين، وتجذرهم في المكان.
ولم تغب عنه تفاصيل المجتمع ولا همومه، إذ تنقّل بين البلدات والقرى، حاضنًا أفراح الناس، ومتلمسًا آلامهم، مستحضرًا وظيفته لا كموظف عام، بل كـ"خادم لوطنه"، حريصٍ على أن لا تُظلم رقعةٌ من الجغرافيا، ولا يُهمّش صوتٌ من الأصوات.
وفي السياق السياحي والترفيهي، كان لـمهرجان صيف الأردن في محافظة إربد طابعٌ خاص، أعاد الحياة للمشهد الثقافي والسياحي في الشمال، وفتح نوافذ جديدة للتفاعل بين المواطن ومؤسسات الدولة، وجعل من المدينة عرسًا دائمًا بين الفنّ والوطن.
وإن كان للحديث عن الإدارة رجالٌ، فلرضوان العتوم موقع الصدارة، لأنه لا يمارس السلطة كوظيفة، بل كرسالة؛ يتكئ فيها على النزاهة، ويتقدّم فيها بالعقل، ويسند ظهره دومًا بثقة الملك، وإيمان المواطن.
هو نموذج نادر في زمانٍ تكثر فيه المظاهر وتقلّ فيه الجوهر، رجل دولةٍ بحق، لم تفتنه الأضواء، ولم تغيّره المناصب، لأنه ببساطة كان مؤمنًا دومًا بأن المنصب لا يضيف شيئًا إلى من يعرف قيمة الوطن.
وبهذا، فإن الحديث عن عطوفة المحافظ رضوان العتوم ليس مدحًا عابرًا، بل هو تأريخ لمسيرة استثنائية لرجلٍ استثنائي، صنع من الإدارة حكاية وفاء، ومن إربد لوحة عشق وولاء، ومن الأردن قبلةً للنجاح حين يقودها أبناؤها المخلصون.
مدار الساعة ـ
story