أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات مغاربيات خليجيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: مواقف الملك وبوتين من الحروب 'حكيمة'


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: مواقف الملك وبوتين من الحروب 'حكيمة'

مدار الساعة ـ

الحروب الكبيرة المعاصرة التي أقصدها هنا ، هي " الأوكرانية " شيوعا ، و غزة ، و الإسرائيلية – الأمريكية مع إيران . و الحرب الأوكرانية – الروسية كما هو معروف ، بدأت من طرف العاصمة " كييف " و نظامها السياسي ، و قادها بيترو بارشينكا ، و فلاديمير زيلينسكي ، و التيار البنديري المتطرف بالتعاون مع الغرب في زمن بريطانيا ( المملكة المتحدة ) – بوريس جونسون ، و أمريكا – ( الولايات المتحدة الأمريكية ) – جو بايدن ، من وسط الثورة البرتقالية و انقلاب " كييف " 2014 ، بهدف سلخ أوكرانيا عن الجسم السوفيتي السابق التي انفكت عنه أوكرانيا طوعا عام 1991 ، و الحاقها بالغرب ، و تقريب حلف " الناتو " المعادي لروسيا و للتجمع السوفيتي السابق منها ، قابلته روسيا – بوتين بداية بتحريك اتفاقية " مينسك 2015 ووقف الحرب ، و اشراك بيلاروسيا ، و فرنسا ، و المانيا ، لضبط الحرب الأوكرانية الداخلية التي استهدفت المكون الأوكراني و الروسي الديمغرافي في شرق و جنوب أوكرانيا لضم مناطقهم للعاصمة " كييف " قسرا ، وهو الذي رفضه سكان الشرق و الجنوب في أوكرانيا ، و تمكنت روسيا في المقابل ، و هي المعنية مباشرة بالصراع الذي كان دائرا حينها بحكم الجوار و التاريخ المشترك بضبطه ، فحركت بنجاح صناديق الاقتراع في اقاليم " القرم ، و الدونباس – ( لوغانسك ، و دونيتسك ، و زاباروجا ، و خيرسون ) ، وجاءت النتيجة لصالح الانضمام لروسيا علنا . و أصبح صعبا بعد ذلك أن تتراجع روسيا إلى الخلف و تضع سكان الاقاليم في وضع خطير من جديد .

وبتاريخ 24 شباط 2022 حركت موسكو عمليتها العسكرية الخاصة الدفاعية ، التحريرية ، الإستباقية ،و تمكنت من تحرير كافة الاقاليم سابقة الذكر ، و المشروع التحريري الروسي ساري المفعول في ظل دعوتها للسلام تحت النار ما لم يتم الوصول لنتيجة نهائية تنهي الحرب و ترفع راية السلام العادل الذي تنشده موسكو المنتصرة ، و تريده معقولا للجانب الأوكراني الغربي الخاسر . فظهرب جلسات " أنقرة " عام 2022 ، و " إسطنبول " 2025 لتضع النقاط على الحروف الخاصة باسدال الستارة عن الحرب بالكامل .
وفي المقابل جاء الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني " حفظه الله ،و بالتعاون مع الجامعة العربية محايدا ، و داعيا للسلام العادل الذي يقبل به الطرفان المتحاربان الروسي و الأوكراني . و تحركت الخارجية الأردنية التي تقدمها الوزير أيمن الصفدي ،و بالتعاون مع وزراء الخارجية العرب لمحاورة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف ، ووزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا بداية ، و الذي غيرت شخصه " كييف " ليعمل مكانه أندري سيبيها لاحقا . وما أحبط كل الجهود الدولية للوصول لسلام روسي – أوكراني نهائي الغرب الأمريكي بقيادة جو بايدن سابقا . وحاليا أصبحت فرصة السلام الروسي – الأوكراني ممكنا بعودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الحالي 2025 ،و يبقى المعيق الرئيس للسلام هذا هو الاتحاد الأوروبي للأسف ، وهو الراغب وبصفته الداعم للحرب و ليس للسلام أن يخرج منتصرا ، و العاصمة " كييف " ، وهو الذي لن يحصل .
و شخصيا ، كأردني ، و عربي ، أصدرت كتابا عام 2022 وسط كتبي المتخصصة في شأن السياسة الروسية و الدولية ، بعنوان " مشهد من الحرب التي يراد لها أن لا تنتهي – الروسية الأوكرانية ومع " الناتو " بالوكالة 24 شباط 2022 . وهو الكتاب الذي كتب تقدمته دولة السيد طاهر المصري مشكورا – شافاه الله - ، و حظي بشكر صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم – أعطاه الله العافية .
وحرب قطاع غزة ، هي تراكمية مع إسرائيل بعد إنسحابها منه عام 2005 ، بحجم تسع هجمات ( 2006 / 2007 / 2008 / 2012 / 2014 / 2019 / 2021 / 2022 / 2023 ) ، ولم تقتصر للتحجج بالسابع من أكتوبر و الذي صممته حركة حماس ، و حزب الله ، و إيران على مستوى قيادي ، و ضخمته إسرائيل ، وهو الذي تسبب في مقتل أكثر من ألف عسكري و مستوطن إسرائيلي ، وكان من الممكن أن يتخصص بإعتقال إسرائيليين عسكريين فقط ، و بشكل مؤقت ، لمبادلتهم بمعتقلين فلسطينيين وتعدادهم بالالاف . و قابلته إسرائيل بإرتكاب جريمة حرب إبادة لازالت مستمرة أمام أعين المجتمع الدولي ، راح ضحيتها علنا أكثر من خمسين ألف شهيد ، جلهم من الأطفال ، و النساء ، و الشيوخ . و تم تصفية أعدادا كبيرة من قادة المقاومة العربية بسبب توسع دائرة الحرب .
جلالة الملك عبد الله الثاني جاب العالم ، و اعتلى جلالته منصة الأمم المتحدة متحدثا بضرورة وقف الحرب في غزة ، و أدان حرب الإبادة الإسرائيلية فيها، و رفض جلالته التهجير ، و قالها علنا وسط البيت الأبيض بحضور سمو ولي العهد الحسين ، و بشجاعة أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، و ترك جلالته موضوع البت في مصير قطاع غزة لبحثه مع الجانب العربي . و لم تتمكن إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك من فرض التهجير القسري على الفلسطينيين أصحاب الأرض و القضية العادلة رغم استمرار إسرائيل في ارتكاب مجزرتها البشعة بحق الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة .
و يسجل للأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني تقديم مساعدات إنسانية مستمرة للأشقاء الفلسطينيين ،و فتح مستشفيات عسكرية ميدانية ، و خدمات إنسانية أخرى متفرقة . و شارك جلالة الملك عبد الله الثاني بنفسه بتقديم المساعدات الإنسانية هذه عبر صعوده على متن طائرة شحن عسكرية أردنية تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني ، و هي خطوة ملكية و أردنية شجاعة قل نظيرها على مستوى المنطقة و العالم . وخطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام مجلس الأمة بعمان بتاريخ 18 /11/ 2024 في المقابل ، جاء حكيما و معبرا ،و أعطى معاني بعيدة المدى ، حيث قال جلالته حينها ( نحن دولة راسخة الهوية لا تغامر في مستقبلها ، و تحافظ على إرثها الهاشمي و انتمائها العربي و الإنساني ، فمستقبل الأردن لن يكون خاضعا لسياسة لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه )
بنيامين نتنياهو – ثعلب الشرق و مجرم الحرب ، و ليكوده ، و موساده ، هم من قرروا الحرب على إيران بتاريخ 13 حزيران 2025 ، وهم من أقنعوا الولايات المتحدة الأمريكية ، و الرئيس دونالد ترامب بدخول الحرب الإسرائيلية الجديدة بتاريخ 22 حزيران و الخروج منها بسرعة ، رغم عدم قناعة أمريكا و ترامب سابقا بها ، و قبل مدة زمنية وجيزة . وهم من فضلوا المضاوضات على الحرب ، و بطبيعة الحال سارت المفاوضات في سلطنة عمان على مايرام عبر ستة جولات متتابعة ، وكادت أن تصل لمرحلة ضبط تخصيب اليورانيوم لأقناع إسرائيل بعدم شروع إيران بالتوجه لانتاج قنبلة نووية ، و بأن مشاريعها النووية سلمية الطابع . وهو واقع لا لبس فيه . و تمكن نتنياهو في المقابل من اقناع أمريكا ، و ترامب تحديدا ليس بمشروع إيران النووي العسكري ( السرابي ) ، ولكن بجدوى شعار إيران ( الموت لإسرائيل ، و الموت لأمريكا ) ، و الذي هو شعبي ، مما أرعب ليس إسرائيل فحسب ، و إنما أمريكا أيضا بسبب راديكالية النظام الإيراني ، علما بأن إسرائيل تملك ترسانة نووية ، و الباكستان ، و الهند ، فلماذا الرعب من إيران فقط ؟
ومثلما اعتقدت إسرائيل بأنها حققت نجاحا في حربها مع إيران عبر اللوجستيا و الاغتيالات ،و الضربات الصاروخية و عبر المسيرات ، تمكنت إيران من فرك أنف إسرائيل بضرب العاصمة تل - أبيب و حيفا ، لدرجة طالب فيها الأسرائيليون بوقف الحرب و الاعتذار من إيران . ولم تجد إسرائيل مادة نووية في إيران ، لكنها تمكنت من قصف محطات نووية فوق الأرض ، و بقي النووي الإيراني المخصب دفينا في مواقعه السرية . و يقول الناس في ديارنا لو أن العرب سلكوا طريق إيران لما حصلت حرب الإبادة في غزة التي أسبابها معروفة .
وصف جلالة الملك عبد الله الثاني بتاريخ 17 حزيران 2025 هجمات إسرائيل على إيران بأنها تهديد للناس في كل مكان ، و بأن لا أحد يعلم أين ستنتهي حدود ساحة هذه المعركة . و في تصريح جديد لوزير الخارجية أيمن الصفدي قال فيه ( قلنا لا تستخدم أجواؤنا و بتوجيه من جلالة الملك اتصلت بنظيري الإيراني أكثر من مرة و أبلغته أن في إطلاق المسيرات و الصواريخ الإيرانية عبر الأجواء الأردنية تهديدا لأمننا و استقرارنا ) . و خلال لقائه وزير خارجية إيران عباس عراقجي في الكرملين في موسكو بتاريخ 23 حزيران 2025 الأثنين ، أكد الرئيس فلاديمير بوتين بأن الضربات الجوية الأمريكية ضد إيران تمثل عدوانا غير مبرر ، مشددا على دعم بلاده لطهران في مواجهة التصعيد .
مدار الساعة ـ
story