أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

خريسات يكتب: الحاسد.. المعجب الذي لم ينجُ من نفسه


أ. فراس خريسات
داعية إسلامي

خريسات يكتب: الحاسد.. المعجب الذي لم ينجُ من نفسه

أ. فراس خريسات
أ. فراس خريسات
داعية إسلامي
مدار الساعة ـ
مقدمة: ليسوا أعداء… إنهم معجبون مرضى
يظنّ الناس أن أعداءهم يكرهونهم لأنهم سيئون، لأنهم مذنبون، لأنهم يستحقون الرفض.
لكن الحقيقة الصادمة أن كثيرًا من الحاقدين لا يكرهونك لأنك “تؤذيهم”… بل لأنك تذكّرهم بعجزهم،
لأنك تُجسّد أمامهم ما تمنّوا أن يكونوه… وفشلوا.
قالها أحدهم ببساطة موجعة:
“حاقدوك هم نفسهم معجبوك… ولكن بحسد.”
⁃ ما هو الحسد المقنّع؟ ولماذا هو الأخطر؟
الحسد المقنّع لا يصرّح بما في قلبه.
لا يقول: “أنا أغار منك”.
بل يقول: “من تظن نفسك؟”،
“مش كل ما يلمع ذهب”،
“فيه ناس أوعى منك… بس مش ظاهرين”.
يتقمص دور الناقد، الواعظ، حتى المصلح أحيانًا… لكنه في أعماقه لا يحتمل نجاحك.
هو لا يريدك أن تفشل فقط…
بل يريدك أن تتوقف عن التألق، لأن نورك يُحرجه.
يريدك أن تُطفئ نفسك، ليشعر هو بالسلام.
⁃ آليات الحسد المقنّع: كيف يلبس قناعًا مختلفًا؟
• يُلبس الحسد ثوب الدين:
“ما شاء الله… بس التواضع افضل ”
“خاف الله… ترى الغرور بداية السقوط”
• يُلبسه ثوب العقلانية:
“ما أعتقد إن نجاحه حقيقي… يمكن الظروف ساعدته”
“خلينا نكون موضوعيين… مو كل مشهور ناجح”
• يُلبسه ثوب الصداقة:
“أنا خوفت عليك لما شفت الناس تمدحك كثير”
“شكلك تغيرت علينا من يوم ما صرت معروف”
كلها أقنعة مهذبة لحسد داخلي لم يُعالج، في نفسٍ لم تُربَّ على القناعة والرضا.
⁃ الحسد ليس في العين فقط… بل في القلب واللسان
نحن نُحمّل الحسد أكثر مما يتحمّل.
نربطه بالعين، بالعين فقط…
لكن الحاسد قبل أن ينظر، يُوجِع، ويُلمّح، ويشكّك، ويستهزئ، ويُفسد على الناس أفراحهم.
قال الله عن الحاسد:
“ومن شرّ حاسد إذا حسد”
ولم يقل: “إذا نظر”، لأن الحسد يبدأ من شعور دفين بالغيظ من النعمة عند غيره.
⁃ لماذا الحسد المقنّع هو مرض العصر؟
• لأننا نعيش في عالم كل شيء فيه ظاهر.
• كل نجاح، كل ترقية، كل صورة، كل فرح… يُعلَن.
• وكل من يُعلِن، لا بد أن يُمتحن.
في عالمٍ تُقاس فيه القيم بعدد المتابعين، والهيبة بعدد الإعجابات،
كثُر الحاسدون… واختفوا خلف أقنعة أنيقة.
⁃ كيف تتعامل مع الحاسد المقنّع؟
• لا تواجهه، لأنه لن يعترف.
• لا تبرر له نجاحك… لأنه لا يريد تفسيرًا، بل نهاية.
• لا تَخف… لأن الله يقول:
“أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله؟”
واعلم أن من يُحسَد… قد فاز بنعمة تستحق الحماية، لا الإخفاء.
⁃ خاتمة: لا تطفئ نورك من أجل عيونٍ عمياء
من يراك كثيرًا… لا يراك كذلك، بل يرى كم هو قليل بجوارك.
فلا تُطفئ نورك إرضاءً لعيون لا تتحمل الضوء.
ولا تلبس ثوب “التواضع المصطنع” لتجعل غيرك يشعر بالراحة.
كن كما أنت…
مشرقًا، ثابتًا، نقيًا…
ودعهم يختنقون بإعجاب لم يجد طريقًا للخروج إلا الحسد.
مدار الساعة ـ
story