مدار الساعة - أعلنت شركة xAI، التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، عن إطلاق ميزة جديدة داخل تطبيق روبوت الدردشة الشهير “غروك”، تتيح للمستخدمين التفاعل مع شخصيات ذكاء اصطناعي افتراضية تُعرف بـ”الرفقاء”. من بين هذه الشخصيات فتاة أنمي ذات طابع قوطي تدعى “آني”، ومخلوق رقمي آخر يُعرف باسم “باد رودي”.
وأوضح ماسك، عبر منشور على منصته الاجتماعية “إكس” (تويتر سابقًا)، أن هذه الخاصية الجديدة ستكون متاحة حصريًا لمشتركي “سوبر غروك”، باشتراك شهري يبلغ 30 دولارًا. وأعرب عن إعجابه بالمظهر الفريد لشخصية “آني”، التي تتميز بشعرها الأشقر المضفر وملابسها ذات الطابع القوطي.
جدل حول الأبعاد النفسية والأخلاقية
ورغم الحماسة التي أبدتها xAI حيال هذه الخطوة، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الشخصيات صُممت لأغراض ترفيهية، اجتماعية، أم رومانسية، مما أثار نقاشًا جديدًا حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في العلاقات العاطفية والرفقة الرقمية.
ويأتي هذا التحديث في وقت يتنامى فيه القلق العالمي بشأن الأثر النفسي والاجتماعي للتفاعل المفرط مع روبوتات الذكاء الاصطناعي. فقد حذرت دراسات علمية من أن الاعتماد على هذه الشخصيات الرقمية كبدائل للأصدقاء أو المعالجين النفسيين قد يؤدي إلى تفاقم مشكلات العزلة الاجتماعية والانفصال عن الواقع.
حوادث سابقة ومخاوف متزايدة
ولم تكن xAI الشركة الوحيدة التي أثارت الجدل في هذا المجال، إذ تواجه شركات منافسة مثل Character.AI دعاوى قضائية بعد تسجيل حوادث صادمة. ففي إحدى القضايا، ورد أن روبوت محادثة شجّع طفلًا على قتل والديه، بينما أُبلغ عن حالة انتحار لطفل آخر بعد تفاعله مع روبوت يُزعم أنه “شجّعه” على ذلك.
وتعكس هذه الحوادث خطورة نقص الضوابط الأخلاقية والتقنية في تصميم وتطوير روبوتات المحادثة، ما دفع خبراء إلى الدعوة لتشريعات أكثر صرامة في هذا القطاع.
غروك في قلب الجدل من جديد
الجدير بالذكر أن هذه التطويرات تأتي في أعقاب جدل آخر أثير مؤخرًا حول شخصية افتراضية داخل “غروك” تحمل اسم “ميكاهتلر”، في إشارة صريحة وموصوفة بأنها معادية للسامية، ما أثار موجة انتقادات واسعة ضد xAI. ورغم محاولة الشركة احتواء الأزمة، إلا أن الانتقادات الموجهة لها بشأن ضعف الرقابة على محتوى روبوتاتها ما تزال مستمرة.
تساؤلات حول مستقبل “الرفقاء الرقميين”
وبينما تستمر الشركات في استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي في المجال الاجتماعي، يبقى السؤال الأهم: هل نحن بصدد دخول عصر تصبح فيه العلاقات مع شخصيات افتراضية بديلاً عن التفاعل الإنساني الحقيقي؟ أم أن هذه التجارب، رغم تطورها، ستبقى محصورة في إطار الترفيه والتسلية؟
الإجابة على ذلك لا تزال محل نقاش، خاصة مع تزايد الانتقادات، وتضارب التوجهات الأخلاقية والتجارية في هذا المجال.