واجه الأردن منذ الستينيات تحديات مختلفة شملت الصراع العربي الإسرائيلي وتأثيره على المنطقة، بالإضافة إلى تحديات أمنية ناتجة عن عدم الاستقرار الإقليمي وتأثره بالصراعات الإقليمية فلقد شهدت المنطقة صراعات وحروب أثرت على الأردن بشكل مباشر، وما نجم عنها استضافة الأردن لأعداد كبيرة من اللاجئين من دول مجاورة مثل فلسطين وسوريا والعراق، فألقى بظلاله على الموارد الاقتصادية والاجتماعية وأدى تزايد أعداد اللاجئين إلى ضغوط على الموارد والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وأثر على التركيبة السكانية و زاد من التحديات الأمنية.
الصراع بين إسرائيل وإيران والاعتداء المتكرر على سوريا كلاهما ليس مجرد مواجهة عسكرية وليست مجرد حرب إقليمية، بل جزء من مشهد معقد واحتدام التنافس بين القوى الكبرى على النفوذ والسلطة في النظام العالمي، وصعود قوى جديدة وأداة لتفكيك النظام العالمي القديم، وبناء نظام جديد متعدد الأقطاب.
يتزامن مع تراجع واضح في قدرة النظام العالمي التقليدي الذي يواجه تصدعات وأدوات حفظ السلام العالمي على احتواء الأزمات.
هو مقدمة لتغييرات في المنطقة وإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية، ومرحلة من الفوضى الشاملة التي لن تكون المنطقة العربية وحدها ضحيتها، بل العالم بأسره، ومن المحتمل أن يمتد إلى دول أخرى مثل لبنان واليمن والعراق وسيشعل سلسلة من ردود الفعل التي قد تخرج عن السيطرة، وتؤدي إلى الفوضى العالمية وحتمية التغيير.
لقد تعايش الأردن مع العواصف بحكمة وحنكة القيادة الهاشمية منذ عهد الحسين طيب الله ثراه وجلالة الملك عبدالله الثاني المفدى ولم يزده ذلك الا قوة ومنعة متمسكا بمسيرة نهضته وتقدمه وتطوره ومثالا يحتذى به في المنطقة بالأمن والأمان.
والمعادلة الناجحة في مواجهة اية مخاطر، كانت وستبقى هي الجبهة الداخلية المتينة المتمثلة بالوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة الهاشمية والجيش العربي والأجهزة الأمنية.
حمى الله الأردن وشعبه وقيادته، أمنا مستقرا منيعا مزدهرا بسواعد أبنائه الأوفياء المخلصين.
