أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الرشق تكتب: الأردن.. جوهر قوتنا وبوابة المستقبل


ملاك الرشق

الرشق تكتب: الأردن.. جوهر قوتنا وبوابة المستقبل

مدار الساعة ـ

في قلب هذا الوطن تكمن ثروته الحقيقية، وهي ليست ذهبًا ولا نفطًا، بل شعبه الواعي والطموح. الأردنيون هم جوهر القوة، وسر التقدّم، ومصدر الفخر. وهذا تجلّى بوضوح في إنجاز منتخبنا الوطني لكرة القدم، الذي شق طريقه نحو كأس العالم للمرة الأولى، بإرادة لا تلين وعزيمة لا تعرف المستحيل. لم يكن ذلك مجرّد فوز رياضي، بل رسالة واضحة: حين تتحد الجهود وتُشحذ الهمم، تصبح الأحلام واقعًا.
لكن التميّز لا ينبغي أن يُختزل في ميدان الرياضة وحده، فبناء المستقبل يبدأ من الجذور، من أطفالنا الذين يمثلون بذور التغيير. علينا أن نزرع فيهم الثقة، ونمنحهم الأدوات التي يحتاجونها ليبدعوا ويقودوا، بدءًا من تطوير التعليم، ومرورًا بترسيخ ثقافة الابتكار، وصولًا إلى إدماج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في المناهج الدراسية. فالعالم يتغيّر بوتيرة متسارعة، ولا بدّ أن نكون على قدر التحدي.
لطالما كان الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه يقول: “الإنسان أغلى ما نملك”. وها نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتجسيد هذه المقولة، عبر تمكين المواطن وتعزيز دوره في صناعة الحاضر والمستقبل.
من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل التحديات المعيشية التي تواجهها شريحة واسعة من أبناء الوطن، حيث إن الحد الأدنى للأجور، البالغ 260 دينارًا، لا يلبي المتطلبات الأساسية لحياة كريمة. هذا الواقع يستدعي تحفيز الكفاءات، وإعادة النظر في آليات التوظيف، وربط سوق العمل بالتدريب والتأهيل المهني، بما يضمن تحسين مستوى الدخل بشكل مستدام وعادل.
كما أن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة تلك التي تعتمد على الموارد المحلية والابتكار، هو مفتاح حيوي لتعزيز استقلالنا الاقتصادي. نمتلك كنوزًا طبيعية وتاريخية نادرة، من البحر الميت إلى البتراء، لكن ما زال استغلالها دون الطموح، وهو ما يتطلب إصلاحات جذرية في السياسات السياحية، وتحديث البنية التحتية لجعل الأردن وجهة جاذبة للاستثمار والزوار على حد سواء.
ما نحتاجه هو تماسك داخلي، وتخطيط بعيد المدى، وإيمان حقيقي بأن الغد يُصنع اليوم. فلنحمل مسؤوليتنا تجاه الوطن بجدية، ولنؤمن أن كل مواطن هو عنصر تغيير. تمامًا كما حقق أبطال منتخبنا ما ظنه البعض مستحيلاً، يمكن لكل أردني أن يسهم في بناء وطن قوي، مزدهر، وراسخ في مواجهة التحديات.
مدار الساعة ـ
story