الطبقة الوسطى هي صمام الأمان في أي مجتمع. لا بد من الحفاظ عليها وتوسيع قاعدتها فإضعافها ليس خطأ اقتصاديًا فحسب، بل خطر اجتماعي وسياسي لا يمكن للدول أن تتجاهله العديد من أصحاب المهن المختلفة يمثلون الطبقة الوسطى مثل الأطباء، والمهندسين، والمحامين، والمعلمين، والمديرين، وأصحاب الأعمال الصغيرة، وموظفي القطاع الخاص والقطاع الحكومي والمهنيين والمهن الأخرى التي توفر دخل مناسب لحياة كريمة وتوفير احتياجات الأسرة الأساسية، والقدرة على الاستمتاع ببعض الكماليات.
تشكل الطبقة الوسطى ركيزة أساسية في المجتمعات وجسرًا بين النخبة الغنية والفقراء المكافحين، وتساهم في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ويعرف عن الطبقة الوسطى انها تمتص الصدمات، وحاجز أثناء الأزمات.
ولكنها ليست بعيدة عن المعاناة وليست محصنة لا بل تكافح من أجل البقاء والكرامة والمشاركة في بناء المستقبل.
إن ضعف وتقلص الطبقة الوسطى في مختلف الدول نتيجة للتضخم المتسارع وعدم توفر فرص العمل في أي مجتمع وارتفاع التكاليف المعيشية وجمود الأجور، واختفاء الفرص هو مؤشر إنذار مبكر، فهو يُشير إلى تفاقم التفاوت، وتآكل الطبقة الوسطى، فيُغذي مشاعر الغضب والإحباط وفقدان الثقة في العقد الاجتماعي، ويزيد من التطرف، ويدفع بهذه الاسر من الطبقة الوسطى الى أبواب الفقر مما يؤدي إلى عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
توسيع شريحة الطبقة الوسطى يعني توفير تعليم ميسور، ورعاية صحية شاملة، وسكن ملائم، ووظائف ذات جودة، ونمو متدرج للأجور كما يعني حماية القوة الشرائية.
إن الحفاظ على الطبقة الوسطى وتوسيعها ليس ترفًا، بل هو ضرورة فكلما توسعت الطبقة الوسطى تقلص الفقر،
إن الدول التي تحمي طبقتها الوسطى تحمي مستقبلها وتتجنب مخاطر انقسامات عميقة، واضطرابات اجتماعية، فهي نبض المجتمع السليم وتستحق أكثر بل تستحق القوة، والنمو، والكرامة.
طبقة وسطى قوية يعني مصدر للنمو واقتصاد قوي وعقد اجتماعي متين.