div>

مدار الساعة كتبت: ليندا مواجدة -حين تتجاوز تفاصيل الواقع حدود التوقع، يُخيّل للناس أنها صور مولّدة بالذكاء الاصطناعي… وهذا بالضبط ما حصل خلال حفل زفاف المحامي معاوية أبو قاعود، نجل عطوفة محافظ الزرقاء الدكتور فراس أبو قاعود، والذي أقيم في محافظة مادبا – مدينة الفسيفساء والتاريخ العريق.
تلقيت رسائل كثيرة من أصدقاء ومتابعين خارج الأردن، يسألون بدهشة: هل هذه الصور حقيقية؟ هل فعلاً هذا حفل زفاف؟ أم أنه تصميم من برامج الذكاء الاصطناعي؟
والإجابة ببساطة: نعم، هو حفل حقيقي، لكنه يحمل من الجمال والهيبة والتنظيم ما جعله يبدو وكأنه مشهد سينمائي أو لوحة فنية رقمية!
وقد كان لاختيار مادبا كمكان لإقامة الحفل دلالة عميقة تتجاوز البعد الجغرافي، فهي المدينة التي تختزن في حجارتها تاريخًا طويلًا من التعايش والأصالة. مادبا، بعشائرها الكريمة وتقاليدها الراسخة، تشكّل نموذجًا حيًا للهوية الأردنية الجامعة.
ولا يمكن الحديث عن مادبا دون التوقف عند عشيرة الحمايدة، إحدى أبرز عشائر المحافظة وأكثرها حضورًا وفاعلية في المشهد الوطني والاجتماعي، حيث عُرفت بمواقفها المشرفة، وكرمها المتجذر، واحتضانها الدائم لكل من يقصدها ضيفًا أو ابنًا لهذا الوطن.
لم يكن الحفل مجرّد مناسبة اجتماعية، بل كان عرسًا وطنيًا جمع أبناء الوطن من مختلف المحافظات، في مشهد يعبّر عن وحدة الأردنيين وترابطهم، ويعكس روح المحبة والتآخي التي تميز مجتمعنا.
وسط الأعلام الأردنية التي رفرفت، ووجوه الحاضرين التي علتها البهجة، تجسدت قيم العائلة والمجتمع والكرم الأردني الأصيل. مشاهد كهذه تذكّرنا دومًا أن الأردن، برغم كل ما يمر به، لا يزال ينبض بالألفة، ولا تزال مناسبات الفرح فيه تحمل بُعدًا وطنيًا يتجاوز الحدود الجغرافية.
حضور هذا العرس سيظل محفورًا في الذاكرة، بكل ما حمله من فرح وأصالة. أدام الله الأفراح على هذه العائلة الكريمة، وحفظ الأردن وشعبه وزاده تلاحمًا ومحبة