div>في ظل الأحداث الأخيرة التي شاهدناها في الجنوب السوري و تدخل العشائر السورية التي هبّت ، كانت بمثابة إعادة إحياء لأهمية العشائر في الوجدان الوطني و تذكير لضرورة وجدوهم في المجتمعات على إمتداد التاريخ.
نحنُ اليوم لسنا بصدد المديح أعي ذلك تماماً لكن حقاً علينا أن نُعيد تذكير الجميع سياسيين و أصحاب القرار بأنّ تكون على ثقة تامة بقوة و إخلاص أبناء العشائر لأرضهم و قيادتهم ، اذا نظرنا الى مؤوسساتنا الأمنية سنجد أنَّ منتسبيها هم ثُلةً من أبناء العشائر الأشاوس الذين أخذوا على عاتقهم صون الأرض و العرض فالجُندي الذي لم ترمش عيناه على الحدود في أقسى الظروف الجوية و الجغرافية هو إبن العشيرة و الشرطي الذي يُواصل الليل بالنهار متجولاً في كبد الليل هو إبن العشيرة و الرجل الإستخباري الذي يجمع المعلومات حتى و لو على حسابِ روحه لكي ننعم بالأمن و الأمان هو إبن العشيرة ،
العشائر لم تستمد شرعيتها في السلاح او إحداث خراب يمسُ أمن بلادها القومي و لم تتحالف مع تيارات و جهات خارجية لكي تكونَ في السُلطة إنما إستمدت شرعيتها بإنتمائها و تضحية ابنائها و بدمائهم التي روّت هذهِ الأرض ، ف وصفي التل الذي يُعتبر رمزاً و تعبيراً صادقاً في حُب الأرض و الذي باتَ خالداً في وجدان الأردنيين هو ابن عشيرة من شمال المملكة ، حابس المجالي البطل و الفارس البدوي الأصيل الذي اتسمَ برجولة الأردنيين و مروئتهم ليُشكّلَ لهم رواية وطنية بطولية خالدة تُدرّس لجيلٍ بعدَ جيل هو إبن عشيرة من جنوب المملكة ،
العشائر ليست نظرية أو وجهة نظر قابلة للإثبات او قابلة للنقاش إنما هيَ سردية تاريخية و شرعية ثابتة لا يُمكن تجاهلها او إنكارها .