أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

العجارمة تكتب: غزة

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتبت آية العجارمة -
غزة ...
غزة تموت جوعًا… والعالم أدار ظهره
أكتب كلماتي هذه وقلبي مثقل، والدمعة على طرف الجفن لا تنزل… بل تحترق.
ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرّد عنوان في الأخبار، ولا مجرد "حدث سياسي عابر" كما اعتاد كثيرون أن يروا القضية الفلسطينية.
في غزة، هناك بشر يُبادون، ولكن هذه المرة لا بالقنابل فقط، بل بالجوع.
نعم، الجوع…
شيء قد نظنه بسيطًا أو مؤقتًا… لكنه في غزة اليوم أقسى من الموت السريع.
أطفال غزة لا ينامون جوعى فقط…
بل يستيقظون في منتصف الليل من شدة الألم في بطونهم، يبحثون عن لقمة، عن أي شيء، حتى وإن كان قطعة من الخبز اليابس أو ماءً مالحًا.
طفلة تُمسك بطنها وتبكي، وأمها تبكي أكثر لأنها لا تملك ما تقدمه لها.
أب يخرج من بيته ويدور في الشوارع المهجورة، لا بحثًا عن أمان… بل عن فتات يسدّ به رمق أطفاله.
المخابز مغلقة.
الأسواق فارغة.
المياه ملوّثة.
الكهرباء مقطوعة.
المستشفيات بلا دواء، بلا معدات، بلا قدرة حتى على استقبال مريض.
غزة اليوم ليست فقط محاصرة، بل محكومٌ عليها بالموت البطيء.
والمؤلم أكثر من كل شيء… أن العالم يرى ويسمع، ولا يتحرك.
تُرتكب في غزة جريمة متكاملة الأركان، تُسمى "الإبادة بالتجويع"،
وأمام عيون كل من يدّعي الإنسانية والعدالة وحقوق الإنسان.
وأنا؟
وأنت؟
ماذا نفعل؟ كيف نعيش يومنا؟ كيف نمضي بساعاتنا وننام على أسرّتنا، ونحن نعرف أن في غزة مَن يموت جوعًا، مَن ينهار جسده كل يوم لأنه لا يجد شيئًا ليأكله؟
هل اكتفينا بالمشاهدة؟ هل تعبنا حتى من الدعاء؟ هل سكت ضميرنا؟!
أنا أكتب الآن لأن قلبي لم يعد يحتمل،
لأن العجز قاتل، والصمت قاتل، والسكوت جريمة.
قد لا أملك ما أرسله لهم،
قد لا أستطيع أن أفتح الحصار،
لكني أستطيع أن أقول: غزة ليست وحدها.
أنا معها، بدعائي، بصوتي، بكلمتي، بكل ما أستطيع.
غزة لا تحتاج للشفقة…
غزة تحتاج أن نقف معها، أن نحكي وجعها، أن نوصل صوتها، أن نُحرّك قلوب الناس.
غزة تحتاجنا أن لا نخذلها كما خذلها العالم.
اللهم كن لغزة وأهلها،
اللهم أطعِم جائعهم، وارحم صغيرهم، وداوِ جريحهم، وثبّت أقدامهم.
اللهم كُن لهم وليًّا ونصيرًا.
ولا تجعلنا من الغافلين المتبلدي الإحساس.

مدار الساعة ـ
story