أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

ابو زيد يكتب: فلسطين..ليس وراء الصمود إلا الانتصار!


زيد ابوزيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب العدالة والإصلاح

ابو زيد يكتب: فلسطين..ليس وراء الصمود إلا الانتصار!

زيد ابوزيد
زيد ابوزيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب العدالة والإصلاح
مدار الساعة ـ
يتنافر القطب السالب مع نظيره السالب، وكذلك يفعل القطب الموجب، أمَا أن تتغلب الكف العارية على رأس المخرز المدبب المعد للثقب وإحداث الأذى فذلك عجب عجاب، ولكن عجبي قد زال وأنا أرى كف المقاوم الفلسطيني في غزة العزة و رام الله والقدس ونابلس والخليل وطولكرم وقلقيلية تواجه طعنة المخرز الصهيوني مرة وهي تضم قبضتيها تلوح بها في وجه ذلك الغاصب الصهيوني وتصرخ في وجهه " أخرج من أرضي فهذه بلادنا " ، ومرة أخرى وهي تلطم وجه الجندي الصهيوني المدجج بالسلاح في أراضي غزة التي دمر الجيش الصهيوني المحتل كل بيت ومسجد وكنيسة فيها وقتل وجوع الأطفال والشيوخ والنساء بلا رحمة، فالجيش الصهيوني لا يمتلك الأخلاق ولا الإنسانية ولكنه يمتلك قنابل اوزانها طن وأكثر ودبابات وطائرات اف 35 واف 16و15 وغيرها، ولكن المقاوم عرف كيف يواجه الدبابات الصهيونية وحاملات الجند خاوي البطن ولكنه قوي العزيمة ، فقد منع الاحتلال كل انواع المساعدات الاغاثية والطبية ودمر المستشفيات ووضع أماكن للمساعدات أسماها العالم مصائد الجوع فعدد الشهداء الجياع بالاف ولكن الفسطيني صامد فالأرض أرضه ولن يسلمها لمحتل غاشم.
وهناك في المعتقلات الصهيونية قصة صمود أخرى فالأسرى الفلسطينين يتحدون سجانيهم بشموخ ، وهنا ومرة اخرى تحمل الكف روح المقاومة لتضحك في وجه السجان لأن روح المقاومة في الجسد الفلسطيني آمنت بربها وقضيتها وهنا فالكف تقف في وجه المخرز وعندها فان النقيض الضعيف يمكن أن يهزم النقيض القوي ، وأن الكف العارية تفل حديدة المخرز .
أي قلب لك يا مقاوم ذلك الذي تجاوز الخوف بالرغم من عمر الزهور لديك ، أيُ إرادة تلك التي تحملها بين جنبيك لينطبق عليك القول : إن أجدادك قوم جبارين فليعلمن إذن كيف يكون الرجال رجالاً والنساء من أحفاد خولة بنت الأزور نساء ، عَلمي أولئك المتخاذلين النائمين على الحرير والمقيمين في القصور ، والانتهازيين الجبناء كيف تكون الأوطان أمانة في الأعناق ، وكيف يكون التخاذل سبَة في وجوههم وعاراً يحملونه على أكتافهم ، علميهم يا أيتها الروح المقاومة كيف يصبح القلب بركاناً متفجرا ، وكيف يكون حجرك وقبضتك رعباً للمحتل الذي انتهك براءة الطفولة وعز الرجولة في هذا الزمان.
علميهم يا أيتها الروح المتوقدة ما لم يتعلموه في في المدارس والجامعات، وفي آداب المجالس والمجتمعات، علميهم فنحن بحاجة لكثير من علمك الفطري، وخبرتك الطويلة . لأن أرضاً تنجب المقاومين جديرة بأن تكون من جند فلسطين، جند الأقصى والقيامة، وسليلة عمر الفاروق والناصر صلاح الدين، وإن شعبا ينجب أمثال المقاومين الذين نراهم كل يوم في أرض فلسطين المباركة لا بد منصورٌ منصورْ، وليحكم المحتل الغاصب قاتل الأطفال وغاصب الأرض على كل مقاوم كما يريد، فكف المقاوم الفلسطيني قوية قاسية كقسوة حجاره الأقصى ، وهي قادرة على هزيمة كل مخارز أولئك القتلة مغتصبي الأوطان وهادمي البيوت ، وإن للظالم جولة ولكنها لا تدوم ، فالمقاوم في فلسطين كالعنقاء خرجت من رماد النار وانطلقت محلقه في سماء الحرية معلنه عن فجر الانتصار على غطرسة الجيش الإسرائيلي ومؤكدة جملاً طالما رددناها على أن هذه القطعان المدججة بالأسلحة جبانه حتى أمام طفله او طفل فلسطيني .
لقد كانت الأشهر الماضية تلقي بظلالها علينا، ولكن العنقاء الفلسطينية كانت أيضاً حاضرة تسجل في سماء التاريخ شهاباً للأمل.
لقد تأرجح التاريخ هولاً من مصيبتي قرن واحد وقعت على شعب فلسطين والامة العربية كلها ، فقد ضاعت فيه البلاد وتشرد العباد، وحملت شواهد التاريخين بفارق السنين مأساة شعب وقضية امه وارتحال وتشريد وتهويد، وحلم صغير يداعبه حلم العودة ليذكر بأن هناك في مكان ما وطن ينتظر، ولكن الاعوام تمر والاطفال غزا الشيب مفرقهم وبعضهم طواه النسيان والاحفاد باتوا اليوم اجداداً، والمهاجر تعددت من اقصى الارض الى اقصاها والحلم لازال يداعب البعض والبعض الاخر سحبته محيطات الحياه بموجها الغادر من بحر الى بحر والقضية توزعت دمائها بين القبائل والتوحد على النضال من أجل قضية أمة فرقته أفكار القطريات الضيقة ولكن رغم كل ذلك مازال الامل حاضراً فمن كان من أبناء أمة عظيمة رفعت راياتها من أقصى شمال الارض الى غربها لا بد وان ينتصروا وان طال الزمان ، فتحية لكل من أضاء في عتمة الليل شمعه وتحية الى كل مقاوم.
صحيح انه وبعد مرور ما يقترب من سبع وسبعين عاماً على احتلال فلسطين، والحال هو الحال، والضياع نفس الضياع، والسفينة العربية من محيطها الى خليجها توشك على الغرق في بحر الحروب والفتن والجهل والتخلف والتطرف والارهاب والتجزئة. وصحيح ان الكيان الصهيوني يسرح ويمرح، ويهود ويهجر ويقتل دون رادع او وازع، ولكن الصحيح أيضاً ان السنديانة الفلسطينية عظيمة الجذع، غنيَة الأغصان، كثيفة الأوراق، وارفة الظلال، وأنها الفيصل في الصراع، والصحيح أيضاً ان الامة العربية لم تسلم يوماً لمستعمرٍ او غازِ.
وليعلم شعب فلسطين أننا في الأردن شعبًا وقيادةً نقف معه بكل قوة إلى ساعة النصر وهي بإذن الله قريبة، فقضية فلسطين قضيتنا الأردنية الأولى ولن نستكين حتى تتوقف الحرب ويعود الحق الفلسطيني، وما النصر إلا صبر الساعة، وإن غداً لناظره قريب. والمجد والخلود لأرواح الشهداء.
مدار الساعة ـ
story