قَولاً واحداً...
الأردن خرج عن السرب، لا ليشقّ الصف، بل ليُعلن موقفاً ويكتب سطراًجديداً في سجل الشرف العربي، مُغرداً وحيداًفي فضاءٍ خفتت فيه الأصوات، وتقطّعت فيه أنفاس التضامن.
خرج الأردن، لا من أجل مكاسب سياسية، ولا بحثاً عن تصفيقٍ عابر، بل من أجل غزة، من أجل الجوعى الذين لا يجدون ما يسدّون به الرمق، من أجل طفلٍ يرتجف تحت ركام بيته، وامرأة تنظر إلى السماء تنتظر معجزة أو طائرة نجدة.
في زمنٍ صمت فيه كثيرون، وامتلأت فيه المنصات بالصخب الخالي من الفعل، خرجت قوافل الأردن تمضي نحو غزة، رغم الحصار، ورغم العوائق، ورغم كل الحسابات المعقدة. لم ينتظر الأردن إذنا، ولم يفتّش عن تبرير. كان يعلم أن الحق لا يحتاج إلى موافقة، وأن النخوة لا تتأخر.
إنه موقف ملك وشعب، موقف الدولة التي اختارت أن تقف على ثغرة من ثغور الأمة، فكانت وحدها من يطرق الباب، لا ليسأل، بل ليُسعف، ويُطعم، ويُضمّد.
هنا، لا تُقاس المواقف بعدد المؤتمرات، ولا بحجم البيانات، بل بالفعل على الأرض... وهناك، في غزة، يشهد الأطفال والجرحى والآباء الثكالى، أن قوافلنا وصلت، وأن الأردن، وحده، لم ينسى، ولم يتواطأ، ولم يتأخر.
هذا هو الأردن الذي نعرفه.
وهذه هي القيادة التي نعتز بها.
وهذا هو الشعب الذي لم تُطفئ نكبات الأمة جذوة ضميره.
فيا غزة...
إن جار الزمان عليكِ، فلا تجزعي، ففي الشرق من لم يُغلق بابه، ولم يساوم، ولم يُساير، بل قالها عالية: من أجل الجوعى... نكسر القيود.