في كل عام، تُعيد الجامعة الأردنية تأكيد مكانتها الراسخة كصرح أكاديمي وطني وعالمي، لا يُقاس حجمه فقط بعدد الخريجين أو سنوات التأسيس، فقد بدأ العمل من سنوات مضت نحو اقتحام تصنيفات الجامعات العالمية بعنف يصعب على كل المقايس حساب درجته ، حيث نافست أعرق المؤسسات الأكاديمية في برامجها، وبحوثها، وكوادرها وتفوقت في كل المجالات والتخصصات .
ما حدث في حفلات التخرج الأخيرة، فقد كان نموذجًا للتنظيم الذكي ، الذي جمع هيبة وفرح الأردنية بخريجيها ، وبين إعلام جامعي أضفى رونقا جميلا ، وزهور هيجت مشاعر الحضور فخرا بالمنجر العالمي ، والفرح بزهورهم المتفتحة في ميدان الأردنية .
وخلف فرض الهيبة فخرا بالمنجر وتنظيم عالمي لميدان التخريج ، يقف رئيس جامعة، يتابع كل مرحلة من مراحل التنظيم عن كثب، بتفاصيل لا يعرفها إلا من يعيش الميدان ، وحرصه على ظهور الحفلات بمظهر يليق باسم الجامعة الأردنية، ومتابعته الشخصية لجاهزية الميدان، وكل مسار، وكل فقرة، جعلت من الحفل لوحة انضباط واحترافية.
أما جيش الأردنية المتمثل باللجنة العليا للتخريج ، فقد بذلت جهودا جبّارة تستحق وقفة تقدير لهذا الفريق الذي عمل لأسابيع متواصلة، لم يكن يعمل خلف الكواليس فقط، بل كان في قلب الحدث: يخطط، ويشرف، ويراجع، ويصحح، ويعيد المحاولة حتى تكتمل الصورة المثالية ، بدءا من تنظيم دخول الطلبة و توزيع الشهادات وضبط الوقت، والتنسيق مع الجهات الأمنية والإعلامية، كلها مهام نفذتها اللجنة بروح الفريق وبحسّ المسؤولية الوطنية.
ليس غريبًا أن تنجح الأردنية، لأنها تستند إلى بنية بشرية متينة ، فمن يعرف أساتذتها يعلم أنهم رواد العلم والمعرفة ، وطلبتها وخريجيها من الأكثر علما وتميّزًا، وهيئتها الإدارية تُجسّد نموذجًا في الالتزام والعمل الهادئ والمُتقن ، هذه التوليفة هي التي تجعل من الأردنية مؤسسة تصنع الفرق في كل شيء ، وبالنتيجة فهي قادرة أيضًا على إبهار الداخل، وليس الخارج.
