منذ بداية هذا العدوان والأردن يقدّم كل ما يستطيع بقيادة جلالة الملك وتحركات الدولة السياسية والعسكرية والشعبية لم يتوقف الجهد يوماً ولم تنقطع رسائل الدعم والضغط والرفض بأعلى درجات الوضوح
ورغم قلة الموارد وصعوبة الأوضاع الاقتصادية إلا أن الأردن لم يتأخر في إرسال قوافل المساعدات البرية والإنزالات الجوية المستمرة التي حملت الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية والاحتياجات الأساسية
وما يزال المستشفى الميداني الأردني يعمل في الميدان يقدم الرعاية والخدمة ويعالج الجراح دون كلل أو تردد بأطقم أردنية كاملة من أطباء وممرضين وجنود يحملون في قلوبهم رسالة الإنسان قبل أي شيء
كل ذلك يُقدّم دون منّة ولا انتظار لشكر لأننا نؤمن أن الواجب لا يحتاج إلى مقابل
ومن المعيب أن ننتظر من أهلنا المحاصرين المنهكين المنكوبين أن يقولوا شكراً وهم في أقسى لحظات الألم والمعاناة شعب يُذبح يومياً ويصبر ويثبت ويُربّي أبناءه على الكرامة وسط ركام البيوت لا يُطلب منه أن يُحسن الرد على من أساء ولا أن يُقابل الدعم بكلمة لأن ما يعيشه يفوق حدود الكلمات
والمؤلم أن يخرج من يُشكّك أو يُخوّن أو يُصغّر من هذا الجهد الوطني وكأن الموقف يحتاج إلى شهادة أحد
الأردن لا يبحث عن الأضواء ولا يتاجر بالمواقف بل يعمل بصمت وبصدق لأن ضمير الدولة حي وقيادتها ثابتة وشعبها وفي
نحن لا نلتفت لمن يُخوّن ولا نرد على من يُسيء فثبات الموقف أقوى من أي كلام والاستمرار بالفعل هو الجواب الأبلغ على كل افتراء.