أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الكردي تكتب: رحل زياد الرحباني، بلا ولا شي


جوان الكردي

الكردي تكتب: رحل زياد الرحباني، بلا ولا شي

مدار الساعة ـ

div>ماذا لو كان هو نفسه حاضرا عزاءه ويتحدث مع نفسه في حوار بين الغياب والحضور، بين السخرية والوجع، بين فوضى العالم وصمته الأخير.

في عزاء زياد الرحباني، لو كان زياد حاضرًا
جلس في الزاوية، يشعل سيجارة لا تشتعل، ويحدق في المعزّين ببرود لا يخلو من سخرية.
أحدهم قال: رحل زياد
فهمس زياد لنفسه: "أنا كنت رايح من زمان؛ بس ماحدا انتبه"
فيروز كانت ،بصوتها فقط تشيّعه من بعيد:
"بكتب اسمك يا حبيبي ع الحور العتيق."
فيبتسم: "كل شي قديم يا فيروز حتى الوطن."
مرّت أغانيه واحدة تلو الأخرى:
"أنا مش كافر، بس الجوع كافر"
فقال ساخرًا: "قال شو؟ مات زياد ! و الجوع ما مات"
"كيفك إنتَ ،ملا إنت "
"أنا، منيح؛بالموت بتهون كل شي"
اقترب منه شبح يُشبهه، جلس مقابله.
قال زياد لزياد:
"شو، خلصت المسرحية"
"لا، بعد في عرض أخير،اسمه النسيان."
"بتفكر حدا رح يتذكرك"
"يمكن ؛ بس مش مهم. المهم إني قلت يلّي بدي قوله، وغنيت يلي ما حدا قدر يغنّيه."
مرّ صدى أغنيته اللي خبّى فيها أضعف نقطة بقوّته.
فيروز كانت عم تقولها بصوت خافت، وكأنها عم تعتذر عن كل الحب اللي ما نقال:
"بلا ولا شي... بحبك."
ضحك زياد، وعيونه دمعت، وقال:
"هيدي يمكن كانت كلمتي الأخيرة، بلا ولا شي... بحبك."
وفي لحظة الوداع الأخيرة، صمت الجميع؛
لكن صوتًا خافتًا صدح من بين الأغاني:
"راجعة بإذن الله، راجعة يا هوا
فقال زياد: "خليها راجعة، بس بلا حدود."
ثم نهض، نفض رماد السيجارة،
وهمس في أذنه:
"ما كنت شاعر... كنت موجوع، وكتبت."
مدار الساعة ـ
story