أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العموش يكتب: عجيبٌ للحيّة!


د. سامي علي العموش

العموش يكتب: عجيبٌ للحيّة!

مدار الساعة ـ
والله يحتار المرء ماذا يقول؟ وماذا يفعل؟ وفي كثير من الأمور قد يكون الصمت أبلغ، لكن للحقيقة وجه واحد نعرفها ونسلكها وعشنا عليها بقدر ما نستطيع دفاعًا عن المبادئ والقيم والثوابت التي تعلمناها.
من هذا المنطلق يعجز الفكر عن تفسير ما يحدث في هذه المرحلة وكيف يتم تفسير المواقف وتبديلها تبعًا للأهواء والمصالح، فإن قام الأردن بدعم صمود الأهل وقدم ما يقدم في إطار الواجب والأخوة تم الحديث وتفسير المواقف بطريقة سلبية، وأن الأردن لا يقوم بذلك دفاعًا ولا تضحيةً ولكنه يأخذ المقابل، ولنسأل السؤال التالي: عُمرُ المستشفيات في القطاع مُنذُ مَتى؟ وعددها؟ وما يتم معالجتهم في الأردن؟ وإعطاء الفرص في الدراسة لأبناء القطاع في الجامعات وغيرها، أكُلُّ ذلك تم قبضه من قبل الأردن؟ والله إن الأردن أجل وأرفع من هذه الشعارات وهذه الكلمات، والأردن عندما يقدم فإنه يقدم عن طيب خاطر وعن انتماء صادق، وعندما يقف الأردن فقد عجز الكثير عن فعله، وإن الذين يتحدثون ويتشدقون بالكلام في أماكن مختلفة بعيدًا عن المعاناة أمام أجهزة الإعلام يجب أن يدركوا مدى حاجة الشعب الفلسطيني للدعم والمساندة، وغريب ما يتم تفسيره الآن ولا يمكن تقبله، فالتأزيم يجب ألا يأتي من ذوي القربى، والأردن لم يقدم إلا الخير وفعل الخير، فهل يكون الجزاء ورد الجميل بتشويه المواقف؟ وقد سبق ذلك الكثير الكثير من المواقف التي يتحدثون عنها بطريقة لا تليق بالأردن وتضحياته تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني، وإن الدماء الأردنية قد سقطت على الأرض الفلسطينية، وقدموا أغلى ما يملكون، أرواحهم فداءً لفلسطين والقضية.
ولكنني في ظل الاستقطابات العالمية والصراع، لا أستغرب ما يحدث، فكثير من المواقف حوصرت لأن الشعب في النهاية يريد أن يعيش ويريد الحياة، وقد انتهى عصر التصريحات التي لا تطعم خبزًا، وأن ننظر إلى الممكن وما يمكن فعله، وألا نفسر الأشياء بالطريقة التي نريد بل نعطيها حقها، والسؤال المحير الذي يتداوله كل عاقل: ماذا يفعل الأردن؟ إن قدم المساعدات فهو مذموم، وإن لم يفعل، فال تشكيك في مواقفه وفي أنه يأتمر بجهات خارجية، والله إنها حيرة، فماذا نفعل؟ إخوتنا يتهالكون في القطاع وهم أهلنا، ونقدم لهم من غير منة ما نستطيع ضمن قدراتنا أو على الأقل ما هو متاح، وبعد ذلك يأتي الرد المخيب للآمال وغير المتوقع والذي بدأ يعبث بالشأن الداخلي، وهذا خط أحمر كان من الأولى تجنبه، لأننا نأتمر بمؤسساتنا وانتمائنا الصادق للوطن الذي آمنا به وندفع بالغالي والثمين للحفاظ عليه وديمومته، لأن قوة الأردن هي دعم للشعب الفلسطيني وهي شريان حياة، إلا أن المشككين لم يتوقفوا، إنما يريدون أن ينقلوا ما لديهم من أفكار إلى الأرض الأردنية وهذا بعيد المنال، فمن لا يعرف الأردن وتركيبته وولاءه وانتماءه يجهل، ثم إن الدولة الأردنية نفاخر بها وبما لديها من مؤسسات أمنية تعمل على مدار الساعة للحفاظ على الأردن من كل عابث في شأنه الداخلي، ويعرف كل من حاول المساس بأمن الأردن أنه هو الخاسر، لأن الأردنيين أقوياء بقيادتهم وانتمائهم الصادق وتفانيهم للأردن والتضحية من أجله.
مدار الساعة ـ
story