في زمنٍ تكثر فيه التحديات وتتعاظم فيه المآسي، يثبت الأردن مرة بعد مرة أنه وطن الرسالة، ومركز الثبات، وضمير الأمة. وفي قلب هذا الوطن، يقف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، شامخًا بثباته، صادقًا بمواقفه، يترجم القيم الهاشمية النبيلة إلى أفعال تُرى وتُحس على الأرض.
موقف ملكي مشرف
لم تكن مواقف جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية يومًا مجرد كلمات أو خطابات، بل كانت دومًا مواقف عملية، مؤثرة، وجريئة. فقد ظلّ الملك عبدالله الثاني الصوت الأقوى عربيًا ودوليًا في الدفاع عن الحق الفلسطيني، وخاصة في القدس الشريف، حيث الوصاية الهاشمية التي حملها بكل مسؤولية وشرف، مدافعًا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية أمام كل المحاولات الرامية لتغيير هوية المدينة وتاريخها.
الجيش العربي الأردني… جنود الحق والرحمة
وفي المحن، يظهر معدن الرجال. لقد كان للجيش العربي الأردني – جيش أبي الحسين – دور بطولي وإنساني لا يُنسى خلال العدوان على غزة، حيث قامت القوات المسلحة بعمليات إنزال جوي إنساني نوعية، مستهدفةً المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع، لتزويدها بما يلزم من الأدوية والمستلزمات الطبية.
هذه الإنزالات الجوية لم تكن مجرد شحنات إغاثية، بل كانت رسالة من الأردن – قيادةً وشعبًا – بأن غزة ليست وحدها، وأن الأردن سيبقى سندًا وعونًا لأشقائه مهما اشتدت الأزمات.
الإنزال الجوي… جسور رحمة تعبر السماء
في وقتٍ حاصر فيه الاحتلال الأرض والمعابر، قرّر الأردن أن يعبر من السماء، ليُوصل إلى غزة ما عجز الآخرون عن إيصاله. كانت الطائرات العسكرية الأردنية، وهي تنفذ إنزالها الدقيق، تمثّل روح الأردن: المروءة، الشجاعة، والإنسانية. لم تكن مجرد عملية لوجستية، بل كانت فعل تضامنٍ حي، وخطوة فريدة في مشهد عربي وإقليمي مليء بالصمت والتردد.
ختامًا…
يا جلالة الملك، لقد رفعتم رأسنا عاليًا بمواقفكم النبيلة، وها هو جيشكم الباسل يترجم هذه القيم على الأرض والسماء. سيبقى الأردن، بقيادتكم الهاشمية، منارة للحق، ونبراسًا للإنسانية، وركنًا راسخًا في زمن التحولات العاصفة.
حفظكم الله، وحفظ جيشنا العربي، وسدّد على طريق الحق والعدل خُطاكم.
