مدار الساعة - عقد جلالة الملك عبد الله الثاني، ظهر اليوم، لقاءً خاصاً مع مجموعة من الكتاب والصحفيين الأردنيين، في جلسة حوارية تناولت أبرز القضايا الوطنية والإقليمية، وفق ما علمت "مدار الساعة".
وضم اللقاء كلاً من الصحفيين:
حسين الرواشدة
طارق المومني
سميح المعايطة
فهد الخيطان
مكرم الطراونة
ماهر أبو طير
باتر وردم
وقال الكاتب حسين الرواشدة: "تشرفت اليوم وعدد من الزملاء بلقاء جلالة الملك، كان حديثه عميقاً ومباشراً، رفع من معنوياتنا، وحدد بوصلة المرحلة القادمة بوضوح".
وأشار الرواشدة إلى أن الملك أكد خلال اللقاء أن "الأردن القوي أولاً" في سلم الأولويات الوطنية، ودعم الأردن لغزة ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني "لن يتوقف رغم حملات التشكيك".
وأكد أيضًا، أن العالم يشهد تغييرات كبرى تصب في مصلحة الفلسطينيين والمنطقة، كان للأردن دور مهم في هذا التحول.
وشدد جلالته وفق الرواشدة على أن المملكة "لا تخاف، وجاهزة لمواجهة التحديات والأخطار" مهما كان حجمها.
ويأتي اللقاء في سياق تواصل جلالة الملك عبد الله الثاني مع النخب الوطنية والإعلامية والفكرية، لتعزيز الحوار حول الشأن الوطني، والاستماع إلى وجهات النظر بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.
وبث الديوان الملكي الهاشمي خبرا عن اللقاء جاء فيه:
أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني، اليوم الأربعاء، أن الأردن كان وسيبقى السند الأكبر للأهل في غزة، التي تشهد كارثة إنسانية تفوق أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث.
وأشار جلالته، لدى لقائه شخصيات إعلامية في قصر الحسينية، إلى استمرار الأردن بتقديم كل ما يستطيع من منطلق الواجب الأخلاقي والإنساني والعروبي، لافتا إلى جهود المملكة الدبلوماسية واللقاءات مع قادة ألمانيا وكندا أخيرا والاتصالات المستمرة مع القادة العرب والشركاء الدوليين للضغط باتجاه إنهاء الحرب على غزة وتكثيف الاستجابة الإنسانية.
وأضاف جلالة الملك: "تؤلمنا معاناة الأشقاء وتمس إنسانيتنا في الصميم، ليس فقط لأن ما يحصل قريب منا جغرافيا، بل لأن بلدنا بُني على المحبة المتبادلة والوقوف إلى جانب كل من يواجهون المعاناة."
وأضاف جلالته "إننا ندرك تماما أن جهود الإغاثة الحالية، رغم أهميتها، لا تكفي لمواجهة هول معاناة جسيمة كهذه، إذ تتم إبادة عائلات بأكملها ويتم تجويع الأطفال، لكننا مستمرون في تقديم كل ما بوسعنا من منطلق واجبنا الأخلاقي والإنساني والعروبي، الذي لا نمن به ولا ننتظر الشكر عليه. فنحن لا نتجاهل نداء جارنا المحتاج."
ولفت جلالة الملك إلى أنه لا تخفى على أحد مشاعر الغضب التي تعصف بقلوب الأردنيين جراء ما يحدث في غزة من قتل وتجويع، "وأنا أول من يشعر بذلك"، مضيفا أنه على يقين تام "بأن جميع أبناء وبنات شعبنا الأردني العظيم يودون مساعدة الأشقاء في غزة بكل الطرق الممكنة، فأنا أعرف شعبي الأصيل حق المعرفة، وهذا هو دأب الأردنيين، نشامى وشجعان، صادقون ومستعدون لبذل كل ما بوسعهم لمساعدة أشقائهم."
وأكد جلالته ضرورة احترام جميع وجهات النظر واختلاف أساليب التعبير عن الحزن دون اتهامات أو تهجم أو تشهير بالآخر، لأن ما يجمعنا كأردنيين هو وحدتنا الوطنية المتينة التي لا تنال منها الاختلافات.
ودعا جلالة الملك إلى الموازنة بين الحزن على غزة والتضامن مع الأشقاء، والمضي قدما في مواصلة مظاهر الحياة، لأن ذلك يمثل ضرورة وطنية ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، مضيفا: "إن وقف سير الحياة الطبيعية والإضرار بالاقتصاد الوطني لا يخدم مصالح الأشقاء الفلسطينيين، وهم أول من يعي ذلك".
وشدد جلالته على أهمية استمرار العمل على تعزيز الاقتصاد وتحفيزه لتحقيق مستقبل أفضل للمواطنين، مؤكدا أن المضي قدما في الحياة لا يعني عدم الشعور بالألم والحزن لما يحصل في غزة.
وأشار جلالة الملك إلى أن غزة تحتاج إلى أردن قوي، وأن قوة الأردن هي قوة لجميع الأشقاء وقضاياهم، مجددا التأكيد على أن الأردن لا يحيد عن ثوابته العروبية الراسخة، وهو مستمر بمسيرة التحديث والتطوير، ومساندة الأشقاء.
وحضر الاجتماع رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ومدير مكتب جلالة الملك، المهندس علاء البطاينة.