أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الشديفات يكتب: الإدارة المحلية في قلب التغيير.. من التمثيل إلى التمكين في مسار دستوري نحو اللامركزية والديمقراطية


م. مؤيد الرشود الشديفات
نائب رئيس لجنة بلدية منشية بني حسن عضو في المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية - مشروع الحكومة الشبابية - قطاع الإدارة المحلية - الجيل الثاني

الشديفات يكتب: الإدارة المحلية في قلب التغيير.. من التمثيل إلى التمكين في مسار دستوري نحو اللامركزية والديمقراطية

م. مؤيد الرشود الشديفات
م. مؤيد الرشود الشديفات
نائب رئيس لجنة بلدية منشية بني حسن عضو في المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية - مشروع الحكومة الشبابية - قطاع الإدارة المحلية - الجيل الثاني
مدار الساعة ـ
لحظة التحوّل: صوت الشباب في هندسة العلاقة الجديدة بين الدولة و المجتمع
في ظل التحديات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي يشهدها الأردن ، تأتي لحظة صياغة قانون الإدارة المحلية الجديد كفرصة نادرة ، لا لإعادة ترتيب الهيكل الإداري فحسب ، بل لصياغة علاقة جديدة بين الدولة والمواطن .
علاقةٌ تُعيد الاعتبار للمجتمعات المحلية ، و تُخرج الشباب من الهامش إلى قلب المعادلة , لذلك هذا المقال لا يُمثّل رأيًا تنظيريًا ، بل يُجسّد خلاصة ورقة عمل شبابية ، طُرحت في لقاءات وطنية ، و ُعرضت كمساهمة حقيقية من شباب المحافظات ، لصياغة قانون إدارة محلية حديث ، كفؤ ، و شامل
??
-------------------------------------------------------------------------
? أولاً: من الفشل الهيكلي إلى الفرصة التشريعية
تجربة اللامركزية السابقة كانت اختبارًا صعبًا لم يُكتب له النجاح ، ليس بسبب ضعف الفكرة ، بل بسبب غياب التشريع الفاعل ، و تداخل الصلاحيات ، و هشاشة الكفاءة ، و انعدام أدوات المساءلة .
فكانت النتيجة :
مجلس بلا أدوات ، و مواطن بلا أمل ، و تنمية بلا عدالة , فنحن اليوم ، نحن أمام قانون جديد ، يجب ألا يكون نسخة معدلة من القديم ، بل نقلة نوعية تُنهي منطق
" البلدية = خدمات " , و تؤسس لمفهوم " البلدية = حكم محلي "
-------------------------------------------------------------------------
? ثانيًا: مقترح شبابي عملي... من الورق إلى الميدان
طرح الشباب ورقة تفصيلية بعنوان :
) آلية قبول الترشح لأعضاء المجالس البلدية بناء على المؤهلات العلمية، و تخصيص كوتا مهنية داخل المجلس)
وهو تصور يدعو لتشكيل مجالس بلدية قائمة على الكفاءة والتخصص لا المحاصصة و الوجاهة
المجلس البلدي المقترح
✅ الرئيس
بكالوريوس هندسة مدنية + خبرة لا تقل عن 10 سنوات ، موثقة من نقابة المهندسين أصوليا
✅ كوتا تخصصية إلزامية (5 أعضاء)
1. مهندس طرق أو مساحة
2. مهندس إنشائي أو معماري
3. مهندس كهرباء أو طاقة متجددة
4. قانوني
5. مالي أو مصرفي
✅ (4) أعضاء إضافيين
من المجتمع المحلي حسب الخصوصية الجغرافية والوظيفية
? المدة
دورة المجلس : 6 سنوات
يمثل تمديد ولاية المجالس المحلية إلى 6 سنوات بدلًا من 4 خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار الإداري والتنموي , هذه المدة تتيح للمجالس تنفيذ مشاريع طويلة الأمد بفعالية ، و تقلل من التغييرات الإدارية المتكررة ، ما يعزز الإنجاز و استمرارية الخطط , على أن يرتبط ذلك بأنظمة رقابية تضمن الشفافية و المساءلة
-------------------------------------------------------------------------
? ثالثًا: العدالة لا التجميل – تمثيل حقيقي لا شكلي
- ضمان التمثيل الشبابي
يتطلب القانون الجديد تضمين مادة تنص على تخصيص نسبة إلزامية من المقاعد للشباب (دون سن 35 عامًا) في المجالس المحلية ، لضمان وجودهم في مواقع صنع القرار
- مجالس شبابية استشارية
يُقترح إنشاء مجالس شبابية استشارية ترتبط بالبلديات و المحافظات ، تُعنى بتقديم مقترحات واقعية حول السياسات المحلية، و تُشارك في صياغة أولويات التنمية
- تمويل مبادرات الشباب
إلزام البلديات بتخصيص نسبة من موازناتها لدعم مشاريع يقودها الشباب ، و بما يسهم في معالجة التحديات المجتمعية بطرق مبتكرة ومستدامة
- برامج تأهيل و قيادة
يجب تضمين بند في القانون يُلزم البلديات بتنظيم برامج تدريب و تأهيل دوري تستهدف الشباب ، لتطوير مهاراتهم في القيادة و الإدارة المحلية
-------------------------------------------------------------------------
رابعًا : توجيه الموارد بكفاءة — نزاهة ومساءلة لا تجميل إداري
تتطلب المرحلة القادمة إصلاحًا إداريًا شاملاً يعزز من كفاءة البلديات ، و يحقق التوازن بين التمكين التنفيذي و الرقابة ، بما يخدم التنمية المستدامة و يعزز ثقة المواطن بالدولة .
? توحيد الهياكل التنظيمية
توحيد البنية التنظيمية للبلديات أمر أساسي لضمان انسجام المهام و تكافؤ الفرص و توزيع الموارد بعدالة بين مختلف المناطق، بعيدًا عن التعاميم الإدارية المتضاربة
? آلية دعم حكومي عادلة
يتطلب الواقع اعتماد آلية شفافة لتوزيع الدعم الحكومي ، تأخذ في الاعتبار التفاوت الجغرافي و الكثافة السكانية لضمان عدالة التنمية بين المحافظات
? تنظيم إقليمي أسرع
يقترح إنشاء مجالس تنظيم عليا على مستوى الأقاليم لتسريع اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشاريع، وتقليل الاعتماد على المركز، بما يختصر الزمن ويقلل البيروقراطية
? شفافية العطاءات
تقتضي النزاهة إشراك أعضاء المجالس في لجان الشراء لضمان رقابة مباشرة على المناقصات، بما يحقق العدالة و المعايير المهنية في التنفيذ
? متابعة ميدانية للمشاريع
تمكين الأعضاء من متابعة التنفيذ ميدانيًا يعزز الالتزام بالجداول الزمنية و يرفع مستوى جودة المشاريع
? وقف تدوير المخصصات
يجب سن تشريعات تمنع تدوير المخصصات غير المصروفة في نهاية العام ، و تتيح إعادة توجيهها إلى مشاريع تنموية بدلًا من إرجاعها إلى الخزينة
______________
خامسا : دور المدير التنفيذي و تفعيله
المدير التنفيذي هو العمود الفقري في الإدارة اليومية للبلديات ، و المسؤول المباشر عن تنفيذ قرارات المجلس ومتابعة العمل الفني و الإداري , و لضمان فاعلية هذا الدور، يُوصى بما يلي :
- الاستقلالية في التعيين
يتم تعيينه من قبل جهة مركزية أو لجنة مختصة في وزارة الإدارة المحلية ، لضمان الحياد المهني
- مدة تعاقد واضحة
تحديد مدة التعيين بعقد قابل للتجديد ، على أن يرتبط تقييم الأداء بمؤشرات مهنية دقيقة
- امتيازات وعلاوات محفّزة
منح المدير التنفيذي حقوقًا مالية تنافسية ، تشمل علاوات إنتاج وأداء ، لتعزيز البيئة المهنية
- تعزيز الاستقلالية والمسؤولية
تمكينه من اتخاذ قرارات إدارية ضمن القانون، مع ربطها بأنظمة رقابية دقيقة تضمن الشفافية
إن تفعيل هذا الدور وفق المعايير أعلاه يرفع من كفاءة الأداء البلدي ، و يُسرّع الإنجاز ، و يخلق نموذجًا إداريًا قادرًا على الاستجابة الفورية لاحتياجات المجتمع
______________
سادسا : موظفو البلديات – أساس الخدمة وعدالة الحقوق
يشكّل موظفو البلديات العمود الفقري للعمل الميداني ، رغم ما يواجهونه من غبن وظيفي مقارنة بموظفي الدولة ، مما يؤثر على كفاءتهم واستقرارهم .
مطالبهم تتلخص في مكافأة نهاية خدمة مستقلة ، إجازة السبت ، علاوة 50% ، مكافأة ثابتة 60 دينارًا ، تثبيت العمال ، تعديل الرواتب ، علاوات فنية و بدلات عدوى و اقتناء ، و شمول أبنائهم بمكرمة التعليم .
تلبية هذه المطالب ليست فقط حقًا مشروعًا، بل ضرورة لإصلاح شامل يرفع جودة الأداء ويضمن استدامة الخدمات البلدية .
--------------------------------------------------------------------
خاتمة : قانون ينبع من الناس , لا يُفرض من الأعلى
هذا الطرح ليس بيانًا رسميًا ، بل رؤية شاب أردني يؤمن بأن البلدية ليست مجرد إدارة ، بل منطلق لمواطن فاعل ، و دولة عادلة ، و ديمقراطية تُمارس كل يوم , فإما أن نصوغ هذا القانون كعقد اجتماعي حقيقي ، أو نعيد إنتاج الفشل تحت شعار ( تحديث بلا أدوات )
فالإدارة المحلية ليست خدمات فقط , بل مستقبل وطن
-------------------------------------------------------------------------
الفرصة الآن , و الوقت لا ينتظر
نعيش لحظة وطنية نادرة ، إما أن نكتب قانونًا يعكس صوت الشارع ، و وعي الشباب ، واحتياجات المحافظات ، أو نعود لتشريعات عاجزة مغلّفة بالكلمات , فهذا القانون يجب أن يكون عقد ثقة حقيقي ، يولد من الميدان ، و يُصاغ بأفكار المجالس ، و مقترحات الشباب ، و رؤى المجتمع , فالبلديات ليست مجرد مبانٍ وأرقام ، بل خط الدفاع الأول عن كرامة المواطن ، و مقياس فعلي لصدق الدولة
و الشباب ليسوا زينة المجالس ، بل روحها المحرّك , و من يغفل هذه الحقيقة ، يفقد بصره السياسي , و من يتعمّد تجاهلها ، يفقد شرعيته أمام الناس .
----------------------------------------------------------
❓ والسؤال الذي يجب أن نواجهه بشجاعة
هل نملك الجرأة لنُطلق قانونًا يولد من الناس , لأجل الناس؟
أم سنكتفي بالهروب نحو نسخةٍ أخرى من الفشل , و نحمّل الأجيال القادمة كلفة التردد
!!!
مدار الساعة ـ
story