في الوقت الذي تخوض فيه مصر معركة سياسية وإنسانية معقدة في ملف غزة، وبينما تتحرك بثقلها الإقليمي والدولي لوقف العدوان وكسر الحصار، تعود جماعة الإخوان المسلمين إلى الواجهة بمحاولات بائسة لتشويه صورة الدولة المصرية، عبر مظاهرات ووقفات احتجاجية في الداخل الفلسطيني المحتل أمام السفارة المصرية حملت شعارات عدائية وعبارات تشويه وتشكيك تجاه مصر، في مشهد لا يخدم سوى الاحتلال، ويطعن في خاصرة القضية، تلك الوقفات، التي أُخرجت تحت غطاء "نصرة غزة"، كانت في حقيقتها محاولة مكشوفة للتشويش على الدور المصري وشيطنته أمام العالم، وهو أسلوب طالما أُستخدم لتضليل الجماهير وتحقيق مكاسب سياسية على حساب الدم الفلسطيني.
فمنذ بداية العدوان، لم تتوقف مصر عن إرسال المساعدات، ولم تتراجع عن دعمها السياسي والدبلوماسي لغزة، بل كانت اللاعب الأهم في ملف التهدئة، والوسيط الحاضر المؤثر، والممر الإنساني للجرحى والمصابين، ومع ذلك، لم تسلم من حملات التشويه والتزييف، التي يقودها الإخوان وأذرعهم، في محاولة يائسة لتقويض الثقة بالموقف المصري.
تشويه مواقف مصر ليس مجرد اختلاف في وجهات النظر، بل هو ضرب مباشر في عمق الدور المصري التاريخي، ومحاولة لتزييف وعي الشعوب، وتشويش متعمد على البوصلة الأخلاقية والسياسية تجاه فلسطين فمن يشكك بمصر، يشكك بفلسطين ذاتها، لأن مصر كانت وستبقى حاضنة من حواضن القضية، ودرعها العربي الأصيل.
اليوم، لا يهاجمون مصر لأنها قصّرت، بل لأن حضورها لا يُناسب مخططاتهم، ومواقفها تفضح نواياهم، وما حملات التشويه ووقفاتهم الاحتجاجية إلا انعكاس لخيبة أملهم في اختراق الدولة، وفشلهم في تقويض صورتها.
المفارقة الصارخة أن هذه الوقفات نُظّمت في الداخل الفلسطيني المحتل، أمام السفارة المصرية، في ظل منظومة أمنية لا تسمح بأي تحرّك إلا إذا كان يخدم مصالحها أو يمرّ ضمن حساباتها، وهو ما يطرح سؤالا مشروعا .. من المستفيد من هذه الوقفات؟ ومن الذي سمح بها؟ وهل يُعقل أن تُفتح المساحات فجأة لهجوم منسّق على مصر، دون أن يكون لذلك غايات أبعد؟
مشهد اللافتات التي تخوّن وتحرّض ضد مصر من الداخل الفلسطيني المحتل، ليس نصرة لغزة، بل طعنة في ظهرها، وخدمة مجانية لأجندة الاحتلال، الذي يسعى دوما لتفكيك الجبهة الداعمة لفلسطين، وتشويه أبرز ركائزها.