أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة جامعات دين مغاربيات خليجيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

التل يكتب: الإنزالات الجوية لغزة.. إصرار أردني بلا هُدنة في مواجهة انتقادات بلا بديل


د. مصطفى التل

التل يكتب: الإنزالات الجوية لغزة.. إصرار أردني بلا هُدنة في مواجهة انتقادات بلا بديل

مدار الساعة ـ
عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الإنسانية لغزة، فالمشهد معقد لكنه مليء بالحقائق, على الجانب الأردني، نجد عزيمة لا تتزعزع في تنفيذ الإسقاطات الجوية التي أثبتت كفاءتها، بينما يواجه هذا النهج انتقادات لا تخلو من الجدل، فإن الأرقام والبيانات تروي قصة أخرى بعيدة عن التحليلات السياسية السطحية.
في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، تمكن الأردن من تقديم 5,700 طن من المساعدات عبر 168 عملية إسقاط جوي، وهو إنجاز لم تحققه أي وسيلة أخرى بالفعالية ذاتها,رغم ذلك، ما يلفت الانتباه هو غياب الحلول العملية من جانب الأصوات المعارضة، التي تبدو منشغلة بالنقد أكثر من البحث عن البدائل
وفقاً لتقارير برنامج الغذاء العالمي، وصلت 62% من المساعدات الطبية العاجلة إلى شمال غزة عن طريق الجسر الجوي الأردني، مما أدى مباشرة إلى انخفاض معدل الوفيات بنسبة 23% في المناطق المستهدفة , ومن جهة أخرى، عجزت الطرق البرية عن توفير أكثر من 47% من الاحتياجات الطبية بسبب القيود الإسرائيلية الصارمة.
هذه الحقائق تجعل من المعارضة للإسقاطات الجوية معضلة أخلاقية تفتقر إلى منطق واضح: كيف يمكن رفض وسيلة أثبتت فعاليتها في إنقاذ الأرواح دون تقديم خيار أفضل؟!
الأرقام المتعلقة بالجوانب اللوجستية تضيف بعداً مهماً للنقاش, على سبيل المثال، نسبة الفقدان أو فساد المساعدات من خلال النقل البري بلغت 28%، مقارنةً بـ6% فقط عبر الإسقاطات الجوية, الى جانب ذلك، الوقت يلعب دوراً حاسماً؛ حيث تقلص العمليات الجوية زمن إيصال المساعدات إلى 72 ساعة فقط، وهو فرق يمكن أن يصنع الفارق بين الحياة والموت في الحالات الحرجة.
وقد يطرح البعض تساؤلاً حول التكلفة الباهظة للإسقاط الجوي، حيث تبلغ زيادتها نحو 340% مقارنة بالنقل البري , لكن عند النظر إلى العائد الإنساني، نجد أن السرعة والدقة وانتشار المساعدات تُرجمت إلى تحسين ملحوظ في جودة الحياة بالنسبة للعائلات التي تلقتها.
على سبيل المثال، في المناطق المعزولة التي تعتمد على المساعدات الجوية، أظهرت 88% من الأسر تحسناً ملموساً في الوضع الغذائي مقارنة بـ53% فقط في المناطق التي تعتمد على النقل البري.
أما الاتهامات حول "الاستعراضية"، فقد رد الأردن عملياً على هذه الانتقادات من خلال تنفيذ عمليات مشتركة مع دول أوروبية وعربية مجتمعةً, وصلت هذه الشراكات إلى تنفيذ 41 عملية إسقاط جوي تضم فرقاً طبية متخصصة، مما يجعل نجاح النهج الأردني أمراً لا يمكن إنكاره, حتى المستشفيات الميدانية في غزة، والتي تعتمد بنسبة كبيرة على الإمدادات الجوية، قدّمت دليلاً قاطعاً على أهمية هذه العمليات.
إذا كان ثمة سؤال أخلاقي يجب أن يُطرح هنا فهو ليس عن جدوى الإسقاط الجوي، بل عن جدوى انتقاداته التي تخلو تماماً من أي مقترحات واقعية. مع استمرار المعابر البرية في إغلاقها وتأخر إيصال المساعدات بمعدل 11 يوماً، لا يمكن تجاهل فعالية الإسقاطات الجوية التي تقلص زمن الانتظار إلى 48 ساعة فقط. إحصائياً أيضاً، 67% من الحالات الحرجة التي تمت معالجتها بنجاح في مستشفيات غزة اعتمدت على إمدادات وصلت عبر الجو، مما يعكس الدور الحيوي لهذه العمليات.
الأردن ينفذ الآن بمعدل 5.2 عملية إسقاط جوي أسبوعياً بنسبة نجاح مذهلة تصل إلى 94%. ومع ذلك، لا تزال المعارضة عاجزة عن طرح خيارات جديدة يمكن أن تحقق النتائج نفسها أو تتفوق عليها. أمام هذه المعطيات، يبدو أن الأردن يُرسخ موقعه كمنفذ الإستراتيجية الصحيحة والشجاعة بينما يقف المنتقدون عند حدود النظريات الجافة غير المثمرة
إنقاذ الأرواح لا يحتاج إلى جدال مطول أو تعقيدات تبريرية, ومع استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يخنق غزة يوماً بعد يوم، يبقى النهج الأردني عبر الإسقاطات الجوية مشعلاً للأمل ومبادرة تستحق الدعم, فما من شيء يعبر عن الإنسانية أكثر من العمل الذي ينقذ حياة واحدة ويعيد الأمل لملايين آخرين
مدار الساعة ـ
story