لم تكن مواقف الأردن يومًا رهينة المزايدات ولا أسيرة الشعارات، بل كانت دائمًا أفعالًا تُترجم على الأرض، واليوم، في ظل استمرار العدوان على غزة وتفاقم الكارثة الإنسانية، ويقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وبدعم ومتابعة دقيقة من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، في طليعة المدافعين عن القيم الإنسانية والقضية الفلسطينية، بالعمل قبل القول، وبالحقائق قبل الادعاءات.
منذ اللحظة الأولى للأحداث المأساوية في غزة، تحرك الأردن على أكثر من جبهة، فالجسر الجوي الأردني والبري لم يتوقف يومًا، حاملاً المساعدات الطبية والإغاثية والغذائية، والمستشفيات الميدانية الأردنية أصبحت عنوانًا للأمل وسط الركام، تعالج الجرحى وتضمد جراح المدنيين العزّل، وفرق الإنقاذ الأردنية، والأطباء، والكوادر المتخصصة، يكتبون قصة وفاء جديدة للأشقاء الفلسطينيين، فيما تبقى المملكة ركيزة دعم حقيقية على المستويين الإنساني والدبلوماسي.ورغم وضوح هذا الدور الميداني والإنساني، تتعرض المملكة لحملات تحريض ممنهجة عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض الأبواق الإعلامية المغرضة، تهدف إلى تشويه الحقائق، والتشكيك في المواقف الأردنية الصلبة، بل ومحاولة النيل من صورة القيادة الأردنية التي حملت القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية. وهذه الحملات ليست عفوية، بل تعكس أجندات تتقاطع مصالحها مع إسقاط أي موقف عربي صادق، وهي محاولات فاشلة تصطدم دومًا بالواقع وبما يراه العالم من حقائق على الأرض.ولا يقتصر هذا التحريض على التشكيك فقط، بل تعدى الأمر إلى هجمات متعمدة على السفارات الأردنية في بعض الدول، التي تُعد امتدادًا لجهود الأردن الدبلوماسية والداعمة للقضية الفلسطينية، هذه الأعمال الهمجية لا تستهدف فقط رموز الدولة، بل تحاول زعزعة الاستقرار وتشويه صورة الأردن الراسخة، لكنها تصطدم بقوة القانون وبعزيمة الأردن الراسخة على الاستمرار في دعم حقوق الأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل المشروعة.إن الأردن، الذي تحركه قيمه العروبية والإنسانية، يرد على هذه الحملات ليس بالتصريحات المنفعلة، بل بالعمل الميداني المتواصل، وبالتحرك الدبلوماسي الراسخ، حيث أن جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل قيادة الجهود في المحافل الدولية، مؤكدًا أن حماية المدنيين ووقف العدوان واجب إنساني وأخلاقي، فيما يترجم سمو ولي العهد هذا التوجه بمتابعة دقيقة لكل جهد إغاثي ودعمه حتى يصل إلى مستحقيه رغم الصعوبات والتحديات.والأردن سيبقى، كما عهدته الأمة، صخرة تتحطم عليها دعايات المغرضين، ودرعًا للأشقاء في محنهم، وراية مرفوعة للحق في وجه الظلم. وسيكتشف كل من راهن على التشكيك أو التحريض أو الأعمال التخريبية أن الأفعال الصادقة أقوى من كل الأصوات المأجورة، وأن الأردن ماضٍ في طريقه، حاملًا أمانة التاريخ والموقف العربي النبيل، حتى يتحقق العدل وينكسر الحصار وتعود الحياة إلى غزة.

البطوش يكتب: الأردن يحطم أبواق التحريض
مدار الساعة ـ