في لقاء اتسم بالصراحة والمسؤولية، وجه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، رسائل واضحة وعميقة، خلال حديثة مع الإعلاميين، لم تكن مجرد تصريحات عابرة، بل خريطة تحمل مضامين سياسية، ووطنية، تتطلب التوقف والتفكير، قي ظل ظروف إقليمية دقيقة، وتحديات داخلية، أعاد جلالته البوصلة الوطنية، محددا مواقف الأردن الثابتة، وملقيا الضوء على ما ينتظر الدولة، من أدوار، وما هو المطلوب من الإعلام، ومن المواطن معا.
لم يكن لقاء جلالته مجاملة برتوكولية، بل مكاشفة صريحة، اختلط فيها الحزم بالإيمان، والنقد الصادق بالثقة العالية، بمؤسسات الدولة والشعب، لقد كانت الرسائل بمثابة خارطة طريق، لا بد أن تقرأ بتمعن.
أكد جلالة الملك، أهمية دور الإعلام، كركيزة من ركائز الدولة، رسالته واضحة، " الإعلام ليس مجرد ناقل، بل صانع وعي، ومدافع عن الحقيقة "، في دعوة مباشرة للإعلاميين، أن يكونوا على قدر المرحلة، وأن يمارسوا دورهم، في بناء الوعي الجمعي، ومن أقوى الرسائل التي حملها الخطاب الملكي، تمثلت في التشديد على موقف الأردن الثابت، تجاه القضية الفلسطينية، والرفض القاطع، لأي حلول تمس بالهوية، أو الحقوق التاريخية، للشعب الفلسطيني.
جلالته تحدث كرجل دولة، يعرف أين يقف، وكيف يفاوض، ومتى يصمت ليحمي الوطن، ومتى يصرح ليحمي الحق، وفي حديثه عن غزة، كان الصوت الأردني الوحيد، الذي كسر الصمت العربي، وكان الملك هو العنوان الأوضح، للدبلوماسية الفاعلة، والإنسانية الصلبة.
كما وجه الملك، تحية للشعب الأردني، واصفا إياه بالسد المنيع في وجه كل من يحاول العبث بأمن الوطن، أو التشكيك بمواقفه، وهي رسالة تعكس إيمانه العميق، بأن حماية الدولة، لا تقوم إلا بتكاتف القيادة والشعب، وأن العبور الآمن نحو المستقبل، لن يتم إلا إذا تحقق الاصطفاف الوطني، حول الثوابت.
كما حذر جلالته، من خطر الإشاعات، وتضخيم الإخفاقات، داعيا إلى مواجهة الخطاب السلبي، الذي يهدد السلم المجتمعي، ويضعف الروح المعنوية للمواطن.
ومن هنا برزت دعوته الصريحة لوسائل الإعلام، ومستخدمي المنصات الرقمية، أن يكونوا على وعي بمسؤولياتهم الأخلاقية، وأن يميزوا بين النقد البناء، والتثبيط المعتمد.
في طيات الخطاب، كانت هناك إشارات واضحة، إلى أن مسيرة الإصلاح السياسي، والاقتصادي، والإداري، لا تحتمل المماطلة.
أن الإرادة الملكية ماضية في التغيير، رغم الصعوبات، فالإصلاح بات التزام تجاه الأجيال القادمة، ووسيلة لإنقاذ الدولة، من التكلس والركود.
خطاب جلالته مع الإعلاميين، لم يكن مجرد لقاء، بل جاء في لحظة مفصلية، ليعيد ثوابت الدولة الأردنية، وليبعث برسائل إلى الداخل، والخارج، بأن الأردن دولة موقف، وأن قيادته تقرأ المشهد بوعي، وتدبر المرحلة بحكمة، وتطلب من الإعلام، والشعب أن يكونوا شركاء، في حمل المسؤولية.
إنه خطاب قائد، يعرف كيف يصنع من الكلمة موقفا، ومن الموقف ضمانة، لوطن آمن ومتماسك.

الشوبكي تكتب: خطاب الملك مع الصحفيين، ثوابت دولة، ومكاشفة الضرورة
ماجده محمد الشوبكي
ممثلة القطاع النسائي في الشوبك
الشوبكي تكتب: خطاب الملك مع الصحفيين، ثوابت دولة، ومكاشفة الضرورة

ماجده محمد الشوبكي
ممثلة القطاع النسائي في الشوبك
ممثلة القطاع النسائي في الشوبك
مدار الساعة ـ