أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات جامعات مغاربيات خليجيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة الأسرة طقس اليوم

الشهوان يكتب: ما ظل في كتاف تشيل يا صديقي


محمد نوفان الشهوان

الشهوان يكتب: ما ظل في كتاف تشيل يا صديقي

مدار الساعة ـ

في إحدى الايام كنتُ أتحدث انا و صديق لي ، دخلنا في نقاشات و حوارات عن الأوضاع و الأحداث الحاصلة من حولنا ، تناولنا قليلاً المشهد السياسي الأردني حتى وصلَ بنا الحال الى أن نذكر وصفي التل و حابس المجالي و غيرهم من رموز الهوية الوطنية الأردنية ، ما لفتَ انتباهي بأننا عندما ختمنا الحديثَ بهم ، ما جعلَ شجوني تتحرك جملة قالها في نهاية الحديث عندما تلفت لي و قال : ( ما ظل في كتاف تشيل يا صديقي ) ،

هل من المعقول يا صديقي بأنَّ الأردني البدوي ، الفلاحي البسيط لم تعد لديه المقدرة بأنّ يشيل هموم وطنه ؟!

هل من المنطق يا صديقي أن الوطن أصبح فقط مجرد عملة و مساحة من الأرض و جغرافيا ؟! فإن شبعنا أحببناه و إن كنّا جوعاً بغضناه ، هل الأردني ذو السُمرة التي أُختزلت من شمس الأردن أوقع وطنه من أيدي قلبه ؟!

هل كرامة الأردني منذُ وصفي و حابس و غيرهم تغيّرت ؟!

هل وجدان الأردني الذي كانَ و سيبقى رمزاً في حبهِ لترابه دخل في مرحلة اللاشعور ؟! ، أستذكرُ جدي الشيخ فضيل الشهوان عندما شنّت الحركة الوهابية غزوات على بعض مناطق الأردن في أواخر القرن الثامن عشر و بدايات القرن التاسع عشر قاتلهم و صدّهم حتى قُتل حصانه في وسط المعركة و عندما التفتَ حوله لم يجد أمامه آنذاك الا خيول الشيخ عواد السطام الفايز ، امتطى أحدهم و اكمل قتالهم و أكمل مسيرة البطولة و الجهاد و عندما عادوا الى السعودية قالوا ( ما ذبحنا غير واحد مسوي جدولتين و ماسك سيفه يقول انا اخو نصرة الله لا ينصره )

هذهِ حالة من حالات الوجدان الأردني الصادق اتجاه البلد ، الشيخ فضيل لم يُقاتل حينها إنما كانَ واضعاً روحهِ على كفه لأنه لم يرى الأردن جغرافيا او مساحة أرض إنما كانَ يراها عرضهِ و حبيبتهِ و مقلة عينيه ، كان مع كل ضربة سيف و صهيلاً من صهيل الخيل يرى جبال البلقاء و سهولِ ناعور و كرامتهِ الوطنية التي تجرّعها من الأباء و الأجداد ،

يا صديقي هذا الوطن لم يُبنى بين شجر الزيتون إنما بُنيَ بين الشوك الذي ابتلعهُ الأردنيون الشرفاء لكي يُبنى ، يا صديقي هذهِ الأرض ضمّتها دماء الشهداء و دموع الأمهات ، هو ليسَ فقط جغرافيا تجمعنا ولا أرضٍ نسكنها لكن يا صديقي هُناكَ من يسعى جاهداً لوأد الهوية الوطنية الأردنية و الطعن في المشروعية التاريخية لوطننا ، هُناك من يُريد شطب هذا التاريخ و تجريد الأردنييون من حبهم لوطنهم و أرضهم ،

" ظل في كتاف تشيل يا صديقي لكنا لم نعد قادرين على تحديد الأعداء هل انهم من ابناء هذا البلد الذينَ اكلوا و شربوا من خيراته و كان انتمائهم لتيارات خارجية على حسابه ام أعداء من الخارج لا يعرفون ما معنى الوطن "

مدار الساعة ـ
story