تتمتع محافظة عجلون بمقومات اقتصادية واعدة ومتنوعة، ترتكز بشكل أساسي على قطاع السياحة الذي يُعد القاطرة الرئيسية للتنمية فيها. تتميز عجلون ببيئة طبيعية خلابة، حيث تغطي الغابات دائمة الخضرة حوالي 33% من مساحتها، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الساحرة، الينابيع المتدفقة، والجبال والسهول، مما يجعلها وجهة مثالية للسياحة البيئية والمغامرات. وتزخر المحافظة بأكثر من 200 موقع أثري وتاريخي، أبرزها قلعة عجلون الأيوبية التي تستقطب آلاف الزوار سنويًا. وقد ساهمت المشاريع السياحية الحديثة، مثل تلفريك عجلون، في تعزيز السياحة الريفية وإبراز جمال المحافظة، مع وجود خطط مستقبلية لإطلاق مشاريع جديدة كالحافلة السياحية المكشوفة ومنتزه عجلون الوطني لزيادة مدة إقامة الزوار. توفر المحافظة مسارات سياحية متنوعة للمشي والتسلق والمغامرة، بالإضافة إلى مخيمات ومناطق للاستجمام، وتتوفر فيها كافة الخدمات السياحية من مطاعم، فنادق، ومحلات لبيع التحف والحرف اليدوية كالفخار، المطرزات، والصابون الطبيعي.
إلى جانب السياحة، تلعب الزراعة دورًا حيويًا في اقتصاد عجلون. تتميز المحافظة بتربة خصبة ووفرة في ينابيع المياه والأودية، مما يدعم الأنشطة الزراعية المتنوعة. تبلغ المساحة القابلة للزراعة فيها حوالي 248 ألف دونم، يُستغل منها حوالي 161 ألف دونم. وتشتهر عجلون بزراعة الأشجار المثمرة، سواء المروية أو البعلية، ويحتل الزيتون المرتبة الأولى، حيث يشكل حوالي 48% من إجمالي المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة. كما تُزرع فيها اللوزيات، العنب، التين، الحمضيات، والتفاحيات، بالإضافة إلى الخضراوات والنباتات الطبية والعطرية التي يمكن استغلالها اقتصاديًا، مما يوفر منتجات غذائية ومواد أولية طبيعية للسوق المحلي.
لا يقتصر الاقتصاد العجلوني على السياحة والزراعة، فـالحرف اليدوية والصناعات الصغيرة تشكل جزءًا مهمًا من النسيج الاقتصادي للمحافظة. تُعرف عجلون بحرفها التقليدية مثل صناعة الفخار، المطرزات، الصناعات الخشبية، وصناعة الصابون من الزيوت الطبيعية. هذه الحرف لا تمثل جزءًا من التراث الثقافي للمنطقة فحسب، بل تساهم أيضًا في توفير فرص دخل للمجتمع المحلي، وخاصة للنساء العاملات. أما بالنسبة للموارد الطبيعية الأخرى، فتعد الغابات ثروة وطنية كبرى، تسهم في تنقية الهواء وتوفير بيئة مناسبة للأنشطة السياحية. كما تعتمد الصناعة في عجلون بشكل رئيسي على المحاجر ومعامل الحجر. ورغم هذه المقومات الواعدة، تواجه عجلون بعض التحديات مثل الحاجة لتطوير البنية التحتية وزيادة المشاريع الاستثمارية الكبرى لتوفير فرص عمل والحد من الفقر والبطالة، إلا أنها تتمتع بميزات نسبية تؤهلها للتوجه نحو "الاقتصاد الأخضر" والاستفادة المستدامة من مواردها.
عدد السكان والتوظيف
يُقدر عدد سكان محافظة عجلون بحوالي 208,500 نسمة، وذلك وفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن وزارة الداخلية الأردنية. أما فيما يتعلق بعمل السكان، فيعتمد جزء كبير منهم على الوظائف في القطاع العام والخدمات. ومع الأهمية الكبيرة لقطاع الزراعة في المحافظة، يعمل عدد لا بأس به من السكان في هذا المجال، لا سيما في زراعة الزيتون والمحاصيل الأخرى. كما أن تزايد الاهتمام بالسياحة قد أوجد فرص عمل متزايدة في هذا القطاع، بما في ذلك المرشدين السياحيين، والعاملين في الفنادق والمطاعم، والمحلات السياحية، بالإضافة إلى العاملين في مشاريع السياحة البيئية والمغامرات.
وتساهم الحرف اليدوية والصناعات الصغيرة أيضًا في توفير فرص عمل، خاصة للنساء.
ومع ذلك، تُعد البطالة تحديًا كبيرًا في عجلون، حيث تشير التقديرات إلى أن معدلها وصل إلى حوالي 21.4% في عام 2024، مع ملاحظة أن نسبة البطالة بين الإناث غالبًا ما تكون أعلى من الذكور وتتكون محافظة عجلون من لواءين رئيسيين لواء قصبة عجلون: الذي تقع مدينة عجلون، مركز المحافظة في نطاقه، ولواء كفرنجة: وتعتبر مدينة كفرنجة هي مركزه الإداري، يتبعهما عدد من الأقضية والمدن والقرى.