في الوقت الذي يتعرض فيه أهلنا في فلسطين لعدوان غاشم يتقدم الأردن الصفوف سياسيا وإنسانيا ويقود موقفا دبلوماسيا متقدما لم تتجرأ على مثله كثير من الدول ومنذ اللحظة الأولى للعدوان لم يتوقف الصوت الأردني ممثلا بجلالة الملك وولي العهد عن التحرك والمواجهة السياسية في كل المحافل لإيقاف المجازر وتحريك الموقف الدولي وكسر الصمت العالمي.
الأردن ورغم إمكانياته المحدودة كان أول من كسر الحصار وأوصل المعونات الجوية والبرية وأقام المستشفيات الميدانية وفتح المخازن والقلوب لإغاثة أهل غزة فهل يُكافأ هذا الدور الوطني والقومي باعتداءات على سفاراته وبعثاته الدبلوماسية.
الاعتداء على البعثات الأردنية لا يخدم إلا أجندات تريد خنق صوت الأردن ووقف دعمه وتشويه صورته وحرمان أهلنا من آخر يد عربية لا تزال تصل إليهم فهل المطلوب إيقاف المساعدات وهل المطلوب إخراس الصوت الأردني الذي يصدح في كل عاصمة.
لقد سمعنا من يشكك في موقف الأردن لكننا لم نر إلا الثبات ولم نلمس إلا العمل ولم نشهد إلا الوفاء وإن أنقذت مساعدات الأردن طفلا واحدا فلن تتوقف وإن وقفت هذه الاعتداءات خلف تعطيل قافلة واحدة فهي ترتكب جريمة بحق الإنسانية لا بحق الأردن وحده.
موقف الأردن لم يكن يوما متغيرا أو خاضعا للضغوط بل كان موقفا ثابتا يدفع ثمنه شعبه وقيادته من أمنهم واستقرارهم ولقمة عيشهم فليُوجَّه الغضب إلى العدو لا إلى من يمد اليد إلى جراحنا.