الدولة الاردنية عبر عقود عمرها عاشت تجارب كثيرة مع جحود وتآمر ومحاولات عبث بل مع محاولات لهدم الدولة الاردنية، ولهذا فلديها مناعة كبيرة في التعامل مع ما يجري خلال العامين الأخيرين من جهد منظم لتشويه صورتها والاساءة اليها.
الدولة تعلم جيدا من هم الذين ينظمون هذا الجهد الشيطاني من تنظيمات وجهات ومن يمول ويحرض، ولانها دولة تعمل لمساندة من يستحق من اهل غزة والضفة فانها تفصل بين التنظيمات التي تحكم وبين الناس والأرض الفلسطينية ولهذا لم تتوقف لحظة عن اداء واجبها.
الاردن لا يريد شكرا من احد، فالتقدير يأتي من اهل الفضل وليس من قلوب سوداء او مرتزقة سياسة، لكن مايزعج انه في ذروة العدوان على غزة تكون بوصلة مرتزقة السياسة وغيرهم الاساءة الى من يبذلون كل جهد مساند لغزة ويتفرغون للاساءة للاردن، وحتى هذا فهو متوقع من البعض لان فلسطين لم تكن لديهم اكثر من قميص عثمان واداة لصناعة نفوذ وحضور.
هذا البلد بتاريخه الطويل لايترك ثأرا له، ولكل طرف اساء للاردن نقاط ضعف ومصالح يحتاج لحمايتها الآخرون ومنهم الاردن، وحتى التنظيمات التي تدعي الطهر فانها تعلم ان الاردن يمكنه معاقبتها في اهم ما تملك.
سينتهي العدوان على غزة بعد حين وتتغير موازين الواقع، وستفقد بعض الجهات التي تتاجر في دماء اهل غزة وزنها حتى عند من يؤويها اليوم او يحرضها، وستنتهي الظروف التي تمكن البعض من الافتراء والاساءة، ومن اساء وافترى ودفع تمويلا او سخر اعلاما ربما سيكون في ظروف يحتاج فيها الى اي عون.
دولة مثل الاردن لا يهزها ان يقوم زعران ملثمون في دولة بالحاق الاذى بمبنى سفارة، فلا يغطي وجهه الا المجرم، ولا يهزها ان يقف اشخاص على باب سفارة اردنية يهتفون بكلام افتراء يحركهم تنظيم او حاقد او...!
ومن لن يدخل الاردن من هؤلاء حيا سيدخلها ميتا هو او أولاده، وسيذهبون وسيبقى الاردن كما استقر واستمر مع كل مؤامرة نعرف جميعا اشخاصها وتنظيماتها عبر عقود الدولة.
من استقوى بتنظيم او اي طرف او ظرف سياسي فاعتقد انه يؤذي الاردن فهو لم يقرأ تاريخ الاردن ولا المنطقة، ومن تنكر لفضل الاردن عليه وتحول الى حاقد لم يعرف ان الاردن عبر تاريخه لم يُضع حق شعبه عند أحد.
كل ما يجري سلوك عصابات مهما كان اسم من وراء الحملات حتى قبل حرب غزة، وحركات غبية سياسيا حتى لو كان من وراءها يعتقدون انهم سياسيون، فالاردن اكبر من خصومه بصدقه ومواقفه الحقيقية وقوة الدولة في كسر اليد التي تؤديها.. اقرأوا التاريخ.!

ما الذي يزعج الأردن؟

سميح المعايطة
وزير سابق
وزير سابق
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ