.... حين يدخل (مرتزق) إلى سفارتنا في كندا، ويبدأ بتسجيل فيديو يحتوي على (ترهات)، وشتائم..فهذا يدل أن هذا (المرتزق) مدفوع الثمن، يدل أيضا على أن التسجيل، كان مطلوبا منه..وأن القصة كلها لا تتعدى كونها (بروبجندا) إعلامية هدفها الإساءة للبلد.
ترى كم دفع له كي يصور هذا الفيديو؟..وكم من المبالغ تم دفعها لقاء ترويج الفيديو...في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الإجتماعي..
مايحدث مع سفاراتنا في الخارج، يستفز كل أردني..لأن السفارات ليست محطات سياسية، هي مؤسسات ترعى مصالح الجاليات، وتبني العلاقات مع الدول..هي مؤسسات مصانة دوليا، ولها حرمتها..وتعتبر أرضا أردنية، حتى وإن بنيت في كندا أو غيرها من البلدان الأوروبية.
للأسف ردنا كان مبعثرا، فبعد هجوم البعض على سفارتنا في كندا، كان الأصل أن تنتصر الجالية الأردنية هناك للمكان والمبنى وللعلم... الذين هاجموا سفاراتنا لا يحمل أي واحد منهم الجنسية الأردنية، بالمقابل هناك عشرات الألوف من الأردنيين الذين يقطنون كندا، والذين يعشقون بلدهم ولا يرضيهم ما حدث.
الأردنيون في الخارج أعدادهم بالملايين، لايوجد متابعة لحركتهم..وتواصلهم مع السفارات إما لأجل الفيزا، أو تجديد الجواز، علما بأن السفارات في كل العالم تركز دائما على النشاط الثقافي على الأبعاد الإجتماعية، على كيفية خلق قوة للجالية وتوحيد كلمتها، وجعلها ذخيرة ورصيدا للبلد.
الأردني الذي يعيش في الولايات المتحدة أو أوروبا، مازال يصر عن كل زيارة للبلد على أخذ الجميد معه، مازال يصر على رفع علمنا على باب منزله، حتى أولاده مازال يعلمهم عشق التراب...ومازال صوت عمر العبداللات يصدح في كل بيت، قصتنا لا تكمن في هجوم مبتذل على سفاراتنا.
المرتزقة الذين هاجمونا معروفة دوافعهم، وربما لن تكون هذه هي الحلقة الأخيرة..ولكن السؤال، إذا تكرر الهجوم، هل ستبقى جالياتنا في الخارج تراقب المشهد مثلما نراقبه نحن؟.

سفاراتنا

عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com
abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ