مع اقتراب كأس العالم، تتجه أنظار العالم إلى الدول التي تستضيف أو تشارك أو تواكب هذه التظاهرات. وهنا يبرز سؤال جوهري: هل سنغتنم الفرصة لنعرض هوية الأردن الحقيقية، أم سنكتفي بالسطح اللامع الذي لا يعكس جوهر الأردن؟
لا أتحدث عن عدد المقاطع والفيديوهات، بل عن مضمونها، عن روحها، عمّن يقف خلف الكاميرا، وعمّن يظهر أمامها
هل سيكون الأردنيون الحقيقيون، أبناء هذا التراب من الشمال إلى الجنوب هم من يكتبون السيناريو ويروون القصة؟
هل سنسمع لهجة أهل البلقاء ومعان والكرك وإربد وعجلون والطفيلة واهل الجبل، أم سنُغرق المحتوى بلهجات لا تُشبهنا؟
هل سترتدي الحملة ثوب قرانا، وتطرّز بيد سيداتنا؟
هل ستُعرض المائدة الأردنية الأصيلة كما نعرفها، لا كما يتم تصديرها بشكل معقم بلا نكهة؟
هل سيرى العالم البتراء ووادي رم بعيون سكانها، لا بعدسة السائح العابر؟
هل سنُذكّر العالم بمعركة الكرامة، وشهدائنا الذين رووا الأرض بدمهم الطاهر؟
هل سنُدخل السمسمية والمجوز والدحية في وجدان الزائر قبل خروجه من بلادنا؟
هل سنُبرز منتجاتنا الزراعية الحقيقية مثل رمان وادي الريّان، التين العجلوني، تفاح الشوبك، بندورة إرحابا وفقّوس دابوق؟
أم سنغرق في “كوكتيل” لا يعكس شيئًا من نكهتنا الأصيلة؟
هل سيقف حرس الشرف بلباسه المهيب في المشهد؟
هل سيُعرض لباس أجهزتنا الأمنية، وفخر الأردنيين برجالهم؟
هل سنُنعش ذاكرة العالم بواحة الأزرق ومحمية ضانا، قبل أن تختفي من على الخريطة؟
هذه ليست مجرد تساؤلات… بل نداء لكل صانع محتوى، ولكل مسؤول، ولكل مَن يؤمن بأن الأردن ليس مشهداً بصرياً فقط، بل قصة حقيقية تستحق أن تُروى كما هي، لا كما يُراد لها أن تبدو.

الوريكات: رسالة لصناع المحتوى.. هل سيرى العالم وجه الأردن الحقيقي؟

عبد المنعم الوريكات
عقيد متقاعد
عقيد متقاعد
مدار الساعة ـ