مدار الساعة - مجدي التل - أكد المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون، أيمن سماوي، أن الدورة الـ39 من المهرجان هذا العام، والتي جاءت تحت شعار: "هنا الأردن..ومجده مستمر"، حققت نجاحا كبيرا، وذلك بشهادة الضيوف والمشاركين العرب والأجانب.
وقال سماوي، في حديث خاص مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم الثلاثاء، إن مشاركة 36 دولة عربية وأجنبية من خلال فنانيها وفرقها في هذه الدورة يعتبر دلالة على ما يتمتع به الأردن من أمن وأمان واستقرار على مختلف الصعد، كون هذه الدول ترسل فنانيها وفرقها وشعراءها ومثقفيها لأنهم يشعرون ومتيقنون بأنهم في بلد مستقر وآمن.
وأضاف أن الدورة الـ39 من المهرجان لهذا العام كانت مختلفة، وامتازت بمجموعة من الميزات كان لها الأثر الكبير بأن تعد من أفضل دورات المهرجان، وذلك يعود إلى حجم عدد الدولة المشاركة في مختلف فعاليات المهرجان الثقافية والفنية، وحجم الفرق المشاركة في برنامجيه الثقافي والفني، لافتا إلى أنه حينما نتحدث عن الفرق لا نتحدث عن "عدد" وحسب، وإنما كذلك عن محتوى عالي المستوى، مما قدم هذا العام من أصالة وعمق.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن مسرح الساحة الرئيسة في المدينة الأثرية بجرش حظي بألوان من إبداعات فرق عالمية كانت مبهرة في أدائها الفني لكل من تابع فعالياتها، وهذا الأمر ينسحب على مسرح "أرتيمس" كذلك، إذ شهدت الفعاليات الشبابية التي تُقدم لأول مرة في مهرجان جرش، ولاسيما فرق الجامعات حضورا وتفاعلا لافتا من الجمهور.
وقال ليس المقصود هنا التباهي بسرد الأرقام وأن المهرجان قدم ما يزيد عن 400 فعالية ومشاركة 36 دولة بقدر ما هو المقصود نوعية المحتوى الذي جرى تقديمه من خلال مختلف الفعاليات وخصوصا البرنامج الثقافي الذي حفل بعدد كبير من المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية وتنوعها والتي امتدت على اتساع رقعة الوطن كاملا، وذلك بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين ومؤسسة عبدالحميد شومان ورابطة الفنانين التشكيليين واتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين والجمعية الفلسفية الأردنية ودارة الشعراء وعدد من الهيئات الثقافية في مدينة إربد ومنها جمعية الرواد للفنون التشكيلية.
وأضاف علاوة على ما سبق فإن مهرجان مسرح المونودراما الذي شهد قبل انطلاقه إرسال مئات الطلبات للمشاركة فيه، وجرى اختيار 10 عروض شاركت فيه، وشهد إقبالا كبيرا وقدم محتوىً فنيا عاليا، منوها بأن افتتاح مهرجان المونودراما وعروضه شهدت حضورا كبيرا وكان المسرح مليئا بالجمهور الأردني والعربي، والضيوف العرب كانوا منبهرين بما قدم فيه من تنظيم وعروض.
وفي إطار البرنامج الثقافي وارتباطه بالمكان الأردني احتفت ندوة "جماليات المكان في الأدب الأردني"، الذي نظمته رابطة الكتاب الأردنيين ضمن فعاليات المهرجان بدورته الــ39 هذا العام، بالإبداع الأردني من الشمال إلى الجنوب عبر 6 محافظات هي؛ إربد والمفرق، والزرقاء ومأدبا، والطفيلة ومعان، بهدف توثيق جماليات المكان الأردني وحضوره في التاريخ والتراث والأدب، وتعزيز الانتماء المعرفي والثقافي لدى الأجيال الأردنية.
وأعتبر أن المؤتمر الفلسفي، الذي عقد على مدى 3 أيام ضمن فعاليات المهرجان تحت عنوان: "التفكير والفلسفة في مواجهة التكفير"، من حيث حجم المشاركة ونوعيتها وبمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من الأردن، وتونس، ومصر، والعراق، ولبنان، وسوريا، والمغرب، والسودان، وليبيا، مؤتمر عربي بامتياز.
ونوه ببرنامجي "بشائر جرش" الذي يكتشف ويقدم كل عام مجموعة من المواهب الشابة المهمة التي يكون لها شأن مستقبلي في المشهد الثقافي و"عبق اللون" الذي نتعاون فيه مع "اخواننا" المكفوفين ويسلط الضوء ما يقدمونه من إبداعات وذلك في سياق أهداف المهرجان من تمكين هذه الشريحة والأخذ بيدهم وتسليط الضوء على إبداعاتهم.
ولفت إلى إنه على الصعيد الفني للمهرجان بدورته الـ39 شهدت فعاليات أقيمت في 8 محافظات وهذا يعد تميزا كبيرا علاوة على انه فتح مجالا واسعا للمشاركات الشبابية ومنها الفرق الجامعية التي قدمت إبداعات فنية غنائية تنهل من الموروث الغنائي والشعبي الأردني والعربي وكلاسيكيات
الغناء العربي، تفاعل معها أساتذة وطلبة الجامعات والمهتمين من الجمهور المتذوق للفن الأصيل من الحضور، وكذلك اسهمت بالاطلاع على تجارب الجامعات.
سماوي، الذي أكد أن الدورة الـ39 من مهرجان جرش مختلفة بالمعنى الإيجابي لما حققه من تنوع في البرامج والفعاليات، لفت إلى النقلة الجديدة في فعاليات "المسرح الشمالي" بالمدينة الأثرية، وفي هذا الإطار نوه ببرامج الموسيقى المستقلة والفرق الشبابية الأردنية والعربية التي قدمت على خشبته ألوانا جديدة من الموسيقى، وحضرت لأول مرة في المهرجان موسيقى "الراب"، واستقطبت جمهورا كبيرا خصوصا فئة الشباب وممن يتذوق هذا النوع من الموسيقى بحيث أن العديد من هذه الفعاليات شهدت إمتلاء مدرجاته بالجمهور وأسهمت بإشراك هذه الفئة بالمهرجان وتسليط الضوء على فنونها.
وبين أن فعاليات "جناح السفارات"، الذي شاركت فيه 8 دول عربية شقيقة وأجنبية صديقة، شهدت كذلك اكتظاظا بالحضور من الجمهور والسياح العرب والأجانب الذين ارتادوا المهرجان، كما كان "شارع الأعمدة"، بتنوع فعالياته وعروضه الفنية والثقافية والتراثية وخصوصا ما يتعلق ببرامج الأطفال المختلفة ومعروضاته من منتجات تراثية وتقليدية وشعبية، ملاذا للباحثين عن التنوع وتسويقا للفعل الثقافي والفني والمنتج المحلي وتمكينا للمجتمعات المحلية.
سماوي، الذي أعاد التأكيد بأن المهرجان لهذا العام متميز لاختلاف وتنوع برامجه وحجمها وإقبال الحضور الجماهيري الكبير الذي فاق التوقعات، لفت إلى أن نسبة الإشغال على امتداد أيام المهرجان في مسارح "الشمالي" والجنوبي" و"ارتيمس" و"الساحة" تجاوزت 80 بالمئة وفي بعض الحفلات الفنية على المسرح الجنوبي تجاوزت 110 بالمئة، ومنها حفلتي الفنانان السعودي خالد عبدالرحمن والسورية أصالة نصري، فيما شهد مسرح الساحة حضورا جماهيريا يفوق 7 آلاف شخص موجودين لمتابعة فعالياته المحلية والعربية والدولية بتنويعاتها الفنية المختلفة.
وفي إطار اهتمام السياح الأجانب بفعاليات المهرجان، لفت سماوي إلى أن زائرة إسبانية قدمت مع أسرتها إلى جرش لحضور حفل الفنانة أصالة نصري وهنالك المئات من الضيوف والسياح الذين قدموا إلى الأردن لمتابعة فعاليات المهرجان.
وقال إن حفل الفنان السعودي خالد عبد الرحمن شهد حضورا كثيفا من جمهور الأشقاء الخليجيين، مؤكدا الأثر الإيجابي والأهمية الكبيرة لسياحة المهرجانات، وأن "مهرجان جرش" مساهم أساسي في ذلك.
وأشار إلى أن العديد من ضيوف وزوار المهرجان من خارج الأردن يعملون على جدولة إجازاتهم وزياراتهم للأردن بما يتزامن مع انعقاد المهرجان، خصوصا أن المهرجان يقدم محتواه كاملا مجانا، وباستثناء فعاليات مسرحي "الشمالي" و"الجنوبي" في المدينة الأثرية؛ إذ تباع التذاكر باسعار زهيدة بالمقارنة مع حفلات فنية تقام في عمان.
وبين سماوي أن سعر تذكرة دخول الحفل الفني للفنانة أصالة في المهرجان بلغت خمسة وعشرين دينارا، بينما أي حفل فني يقام بعمان تصل قيمة تذكرته إلى نحو 250 دينارا، مؤكدا أن "مهرجان جرش" لا يهدف إلى تحقيق أرباح مادية كونه منارة ثقافية أردنية، وهو منبر للمثقفين والمبدعين والفنانين الأردنيين والعرب.
سماوي: 'مهرجان جرش' حقق نجاحا كبيرا بشهادة الضيوف العرب والأجانب

مدار الساعة ـ